حرائق وفيضانات تلتهم دولاً وأخرى تعاني الجفاف والحرارة
نيران الجزائر تحصد 38 ضحية وسيول الصين تودي بـ 16 شخصاً... وتونس ترفع الإنذار في 7 ولايات
لا تزال الحرائق المشتعلة في الغابات، والفيضانات والسيول، التي ضربت العديد من دول العالم، تؤرق المجتمع الدولي المتخوف من تصاعد آثار التغير المناخي التي قد تمتد إلى عقود وأجيال قادمة.
تصارع العديد من دول أوروبا والشرق الأوسط في آن واحد، الحرائق والفيضانات والحرارة والجفاف، وهي ظواهر ناتجة عن التغيّر المناخي الذي تسبب فيه الإنسان، كما تقول العديد من التقارير. وفي أكبر كارثة تشهدها البلاد، ارتفع عدد وفيات حرائق الغابات في ولاية الطارف الجزائرية إلى 38، بينهم 11 طفلا و6 نساء.وقد زار المنطقة رئيس الوزراء أيمن الطارف، للوقوف على الوضع والمتابعة الميدانية والمباشرة للجهود المبذولة من أجل التصدي للنيران.
وكان المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، أكد إخماد 38 حريقا من مجموع 63.وفي المغرب، تمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على حرائق غابات كدية الطيفور نواحي مدينة المضيق شمال المملكة التي اندلعت منذ الاثنين.وأفادت السلطات المحلية بأن 3 من أفراد قوات الإطفاء قتلوا عقب انقلاب شاحنة صهريج وسط الغابات المحترقة. وفي تونس، رفع معهد الرصد الجوي، أمس، درجة الإنذار في 7 ولايات، بسبب موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد منذ يومين.وأسند المعهد اللون البرتقالي إلى ولايتَي القيروان وسيدي بوزيد في الوسط، وولايات توزر وقبلي وتطاوين وقابس ومدنين في الجنوب، حيث تمتد الصحراء على مساحات واسعة.ويعني اللون البرتقالي درجة إنذار عالية تستوجب اليقظة التامة، بسبب ظواهر جوية خطيرة متوقعة، وهي تسبق درجة المخاطر القصوى ذات اللون الأحمر.وتشهد تونس ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ الثلاثاء، فاق أقصاها 47 درجة، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء، بسبب تضاعف الطلب على الطاقة.وقال متحدث حكومي إن الحرارة القصوى بلغت أمس 48 درجة بولاية توزر، وسط توقعات بتسجيل درجات قياسية في الجنوب الغربي.وأدت موجة الحر إلى اندلاع حرائق في غابات ومرتفعات جبلية، أمس الأول، خصوصا في ولايتي باجة وجندوبة المتجاورتين غرب البلاد على مقربة من الحدود مع الجزائر.
إيطاليا وإسبانيا
وليس بعيداً عن دول المغرب، فقد أدى اندلاع حريق غابات في جزيرة بانتليريا الإيطالية بالبحر المتوسط، إلى إجلاء العشرات من الأشخاص.وأفادت تقارير بأن مصمم الأزياء جورجيو أرماني اضطر لمغادرة فيلته الواقعة بالساحل الشرقي من الجزيرة التي تحظى بإقبال كبير بين المشاهير.وأضافت التقارير أنه وضيوفه فرّوا في يخته بوقت متأخر من مساء الأربعاء. وفي إسبانيا، ساعد سقوط أمطار طال انتظارها فرق الطوارئ في السيطرة على الحرائق بمقاطعة بلنسيا شرق البلاد.ودمر حريقان مهولان في منطقة بيغيس شمال البلاد ومنطقة فال ديبرو في جنوب بلنسيا مساحة تبلغ 21 ألف هكتار تقريبا من الأراضي.موجة شديدة
وفي أثينا، أعلنت هيئة الأرصاد اليونانية أنه على البلاد الاستعداد لموجة شديدة الحرارة ابتداء من أمس، ومن المتوقع ألا تنكسر قبل يوم الأحد، حيث ستكون المناطق بوسط البلاد الأكثر تضررا.وقالت الأرصاد إن درجات الحرارة وصلت إلى 42 درجة مئوية.وفي نيوزيلندا، تم إخلاء مئات المنازل أمس، بعد فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة خلال عاصفة ضربت بعض مناطق ساوث آيلاند في جنوب الجزيرة.وأدت العاصفة الاستوائية المنشأ، التي رافقها هطول أمطار وصلت إلى 30 سنتم، إلى فيضان مياه الأنهار وسقوط أشجار تسببت في إغلاق محاور طرق مهمة.وفي بريطانيا، أتاحت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية أراضي يتم عزلها عادة لحماية الحياة البرية والبيئة الريفية لترعى فيها الماشية في ظل استمرار الجفاف وللتغلب على النقص في العلف ومحاصيله.وتسعى صناعة الأعلاف جاهدة لإيجاد مصدر لعلف الحيوانات، بعدما شهد شهر يوليو أكبر مستوى للجفاف منذ 87 عاما.يشار إلى أن حقول الذّرة والمراعي تجف عبر أوروبا، وتلجأ بعض مزارع الماشية إلى استخدام احتياطي العلف المخصص للشتاء خلال ذروة الصيف.فيضانات وجفاف
وفي الجهة الأخرى من العالم، ذكر تقرير بالتلفزيون الصيني، أمس، أن ما لا يقل عن 16 شخصا لقوا حتفهم، وفُقد 36 بعد وقوع فيضانات غامرة بشمال غربي الصين.ووقعت الفيضانات في الجبال بمقاطعة داتونغ بالقرب من مدينة شينينغ بإقليم تشينغهاي، بعد هطول أمطار غزيرة.في المقابل، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ السلطات المحلية إلى العمل على تخفيف حدة الجفاف الشديد في بعض المقاطعات، والذي يهدد إمدادات الكهرباء، ويفاقم المخاطر على النمو الاقتصادي.وأضاف، خلال زيارة لمقاطعة لياونينغ الشمالية الصين، أنه ينبغي أيضا على الحكومات المحلية في المناطق الشمالية تكثيف مراقبتها للفيضانات.وانخفضت مستويات المياه في نهر يانغتسي، أكبر مجرى مائي في الصين، إلى أدنى مستوى لها في هذا الوقت من العام.
اليونان تستعد لموجة حر شديدة وبريطانيا تفتح أراضي محمية للتغلّب على آثار الجفاف