تحمّل الملاك الرئيسيون في بعض الشركات المدرجة في بورصة الكويت للأوراق المالية، التي تعاني مشكلات مالية أعباءً جديدة تجاه ملكياتهم ومساهماتهم في هذه الشركات، إذ اتجهوا أخيراً إلى منح شركاتهم قروضاً حسنة.

وذكرت مصادر مطلعة لـ «الجريدة» أن المساهمين الرئيسيين لبعض الشركات فضلوا تقديم دعم مالي كقرض حسن، بدلاً من التوجه إلى الاقتراض وتحميل الشركة مسؤولية سداد هذه المبالغ خلال فترة زمنية محددة، أو توجيه أغلب السيولة والإيرادات لسداد الفوائد والالتزامات المترتبة على القروض والتسهيلات الائتمانية التي يمكن الحصول عليها.

Ad

وأضافت المصادر، أنه خلال الفترة الماضية واجهت العديد من الشركات مشكلات في استكمال بعض أنشطتها أو أعمالها بسبب ظروف ومشكلات تعانيها، مما تطلّب حاجة ماسة إلى توفير سيولة كافية لتسيير أعمال الشركة أو خدمة أعمالها.

وأوضحت أن تحمّل المساهمين مسؤولية منح شركاتهم قروضاً بدلاً من زيادة رأس المال، يأتي اختصاراً للوقت والإجراءات التي تخص إنجاز هذه الخطوة، ومدى نجاح عملية الاكتتاب في زيادة رأس المال، خصوصاً وسط الظروف الراهنة التي تعانيها الأسواق المالية على صعيد شح معدلات السيولة أو الحصول على تسهيلات جديدة في ظل التشدد الرقابي إزاء منح قروض جديدة.

وقالت إن هذه الشركات تعاني في الأساس بعض الالتزامات؛ سواء سداد ديون أو الوفاء بالتزاماتها تجاه موظيفها وأعمالها، مما جعلها تلجأ الى مساهميها لتوفير قدر كاف من «الكاش» عن طريق قروض حسنة للوفاء بأي التزامات عليها، بدلاً من تحمّل أي أعباء إضافية.

وأشارت الى أن القرض الحسن يعني تقديم وإعطاء قرض، بفوائد معدومة، أي تعد نسبة الفائدة منها صفراً، وهذا هو الوضع الذي يحقق فائدة سريعة للشركات التي تعاني مشكلات في مستويات السيولة و»الكاش» المتوافر لديها، إذ قامت بعض الشركات - تماشياً مع هذا الرأي - باستخدام القرض الحسن لتطوير نفسها وسداد التزماتها، الى حين تحقيق أرباح وفوائض يمكن من خلالها سداد هذه القروض أرباحها الحسنة، أو عمل زيادات رؤوس أموال في مراحل لاحقة.

ولفتت إلى أن بعض هذه الشركات اتجه أخيراً إلى عمل زيادات رؤوس أموال لها بعد تحسُّن الأوضاع لتلبية احتياجات الشركات للاستحقاقات التمويلية، إضافة إلى دعم سيولة أنشطة الشركات التابعة لتغطية حاجتها الضرورية، ولمتابعة أعمالها ومشاريعها، فضلاً عن سداد وتخفيض ديون المساهمين الرئيسيين.

وقالت إن مصادر تمويل الشركات متعددة، فمنها التمويل الداخلي عن طريق الاحتياطيات أو الأرباح المتراكمة، علاوة على أن هناك التمويل الخارجي المتمثل في البنوك التجارية والمؤسسات المالية الأخرى، أو عن طريق طرح زيادة رأسمال الشركة بواسطة إصدار أسهم للشركة وطرحها للاكتتاب، مشيرة إلى أن اتجاه الشركات إلى الحصول على قروض حسنة من مساهميها يعتبر أداة جديدة بين الخيارات المتاحة لها للوفاء بالتزاماتها.

عيسى عبدالسلام