روسيا تنشر «خناجرها»... وأوكرانيا تنتظر هجوماً وحشياً
كييف تنفي تورطها في اغتيال ابنة صديق بوتين وموسكو تتهمها باستهداف قواتها بمواد سامة
نشرت روسيا صواريخ «كينغال» (الخنجر) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بثلاث مرات، في أوكرانيا، في وقت طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتوخي الحذر خلال الاحتفال بمرور 31 عاما على الاستقلال عن الحكم السوفياتي.
مع تحذير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا «قد تقوم بشيء على قدر خاص من الوحشية هذا الأسبوع»، عشية الاحتفال بعيد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، أعلنت موسكو أمس أنها نشرت صواريخ كينغال (الخنجر)، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بثلاث مرات، في أوكرانيا.وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الصواريخ أثبتت فعاليتها في إصابة أهداف عالية القيمة، مشيرا إلى أنه لا مثيل لها، ويكاد يكون من المستحيل إسقاطها أثناء تحليقها. واستخدمت روسيا نظام «كينغال» للمرة الأولى في أوكرانيا بعد شهر من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أراضي جارتها، وضربت مستودعا كبيرا للأسلحة في منطقة إيفانو فرانكيفسك، غرب أوكرانيا.وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس الماضي، أنها نقلت تمركز 3 طائرات حربية من طراز «ميغ 31 إي» مزودة بصواريخ «كينغال» إلى منطقة كالينينغراد، وهي منطقة ساحلية روسية على بحر البلطيق تقع بين بولندا وليتوانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، أكد شويغو أن تحقيق عزل بلاده عن العالم «أمر مستحيل عمليا، لأنها أكبر دولة نووية، وأكبر دولة من حيث المساحة. إنها البلد ذو العلم المتقدم، والصناعة المتطورة إلى حد ما، والمجمع الصناعي العسكري».
الوحشية الروسية
وفي خطابه اليومي، قال زيلينسكي: «قد تسعى روسيا جاهدة إلى القيام بشيء على قدر خاص من الهول، وعلى قدر خاص من الوحشية»، مضيفا: «أحد الأهداف الأساسية للعدو هو إذلالنا، وزرع اليأس والخوف والصراعات، لكن يجب أن نكون أقوياء بما يكفي لمقاومة أي استفزاز، ولجعل المحتلين يدفعون ثمن إرهابهم».ورأى المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك أن روسيا قد تكثف ضرباتها على المدن الأوكرانية في 23 و24 أغسطس. وتحتفل أوكرانيا في 24 أغسطس باستقلالها عن الاتحاد السوفياتي في 1991.في هذا السياق، أعلنت السلطات الأوكرانية منع التجمعات العامة من 22 إلى 25 أغسطس في العاصمة، وحذرت من خطر شن ضربات روسية من بيلاروسيا، حليفة موسكو.مواد سامة
وفي تطورات أخرى، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية باستخدام مواد كيماوية سامة ضد قواتها في مقاطعة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا 31 يوليو الماضي. وقالت الوزارة إنه تم نقل أفراد قواتها إلى المستشفى العسكري، بعد أن ظهرت عليهم أعراض تسمم شديد، مشيرة إلى أن الفحوص أظهرت وجود مواد سامة من مادة البوتولونيوم.وأضافت أنه يجري الآن إعداد الوثائق المدعومة بنتائج التحليلات المخبرية التي تثبت اقتراف الجانب الأوكراني ما وصفته الوزارة بالإرهاب الكيميائي، وأنها ستقوم بتقديمها لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية.«عقل بوتين»
في غضون ذلك، قُتلت ابنة الكاتب الروسي القومي المتشدد، المقرب من الكرملين، ألكسندر دوغين، الذي يوصف بأنه «عقل فلاديمير بوتين»، في انفجار سيارته بمنطقة موسكو.وكانت داريا دوغين، الصحافية والمحللة السياسية التي أعربت كذلك علانية عن دعمها للهجوم الروسي على أوكرانيا، تقود سيارة من طراز «تويوتا لاندكروزر» عندما انفجرت قبل أن تشتعل فيها النيران على طريق سريع قرب قرية بولشي فيازيومي، على بعد 40 كيلومترا عن موسكو.وذكر المحققون أن عبوة ناسفة زُرعت في السيارة، وأن هناك ما يبعث على الاعتقاد بأن «الجريمة تم التخطيط لها مسبقا»، وفُتح تحقيق في «جريمة قتل»، كما أضافت اللجنة المسؤولة عن التحقيقات الجنائية الرئيسية في البلاد.ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مقربين من العائلة أن المفكر والكاتب القومي المتشدد ألكسندر دوغين (60 عاما) هو من استهدف بالانفجار، موضحين أن داريا استعارت سيارة والدها في تنقلها هذه المرة.ومنذ 2014، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مروج الحركة الأوراسية (وهو ائتلاف بين أوروبا وآسيا تحت القيادة الروسية) ألكسندر دوغين الذي يؤثر على جزء من اليمين المتطرف الفرنسي، في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا.وحظرت أوكرانيا في السنوات الأخيرة العديد من كتبه. كما تستهدف عقوبات بريطانية داريا منذ يوليو، وتتهمها لندن بنشر «معلومات مضللة عن أوكرانيا» على الإنترنت.واتهم دينيس بوشيلين رئيس «جمهورية دونيتسك»، التابعة للانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا، أمس، القوات الأوكرانية بالوقوف وراء الاغتيال.من ناحيتها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «إذا تأكد التورط الأوكراني فسيتعلق الأمر بسياسة إرهاب الدولة التي يطبقها نظام كييف». الا أن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخالو بودولاك نفى أي تورط لبلاده في هذا الاغتيال «لأننا لسنا دولة إجرامية».في المقابل، عُثر على أولكسندر ناكونيتشني، المسؤول المحلي في جهاز الأمن الأوكراني ميتا في منزله بمنطقة كيروفوغراد وسط أوكرانيا. وأعلنت النيابة العامة، أمس، أن زوجة ناكونيتشني سمعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول صوت رصاص صادرا من شقتهما قبل اكتشاف جثة زوجها مصابة بطلق ناري في إحدى الغرف.