فرصة للبنان... صناعة رئيس جديد
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
السيناريو الأول: قد يحدث التغيير على صعيد «صيغة النظام» بعد 20 أو 30 سنة، أي أننا سنعيش بظل لا دولة ثم تأتي أجيال لا علاقة لها بالمنظومة الطائفية الفاسدة تحمل أفكاراً ورؤى مختلفة، وتكون هذه الطبقة قد ولت وإلى غير رجعة، من شأن ذلك حدوث انفراجة حقيقية للانسداد السياسي والإصلاحي، وعلى يد تلك الأجيال وهذا رأي سمعته من أحد الدبلوماسيين اللبنانيين المخضرمين.السيناريو الثاني: حدوث تغيير من داخل النظام الديني الحاكم في إيران والذي سيأخذ سياسة الانكفاء نحو الداخل وانحسار حجم النفوذ في المحيط الجغرافي وأقرب النقاط الساخنة فيه، خط العراق وسورية ولبنان، ففي ظل الصراع والانقسام الذي يحدث على مستوى الحرس الثوري أو على مستوى مؤسسة الحكم الديني، قد ينتج عنه « توجه معتدل» يوقف تمويل حزب الله وبالتالي يمهد لتسوية داخلية دون أن يكون لطائفة أو حزب القول الفصل. السيناريو الثالث: التعويل على موقف أميركي - فرنسي – سعودي قادر على فرض تسوية في الداخل اللبناني وبالقوة، وهي الدول المتضررة نوعاً ما من استمرار استنزاف الوضع وانهياره إلى الحد الذي لن تسمح به مصالحها بالبقاء متفرجة عليه من بعيد.السيناريو الرابع: استحالة تغيير النظام وصيغة الدستور المعمول بها حالياً من المجتمع المدني وقوى التغيير والتي انتهت «ثورتها» إلى الفشل وترجم ذلك بتشرذم التحالف النيابي داخل مجلس النواب وانقساماته المميتة ولأسباب عديدة من أهمها غياب قيادة وقائد ومشروع جامع، فالمرض الشخصاني أصاب هذه القوى في مقتل.السيناريو الخامس: تتحدث الدوائر السياسية والإعلامية عن التحضير والإعداد لصيغة دستورية تتجاوز اتفاق الطائف والدوحة، سيطلق عليها اسم «ميثاق لبنان الجديد»، يلحظ تعديلاً جوهرياً في الحصص والمناصب والمواقع للطوائف ومنها الطائفة الشيعية، شرط أن يتخلى حزب الله عن سلاحه ويعمل على اندماجه وبشراكة حقيقية مع المكونات والطوائف الأخرى. سيناريوهات الخروج من الواقع المرير الذي يعيشه لبنان تبقى في إطار التكهنات والتمنيات نظراً لحالة البؤس والانهيار الذي يعاني منه الجميع وإن بدرجات متفاوتة، ولم يعد هناك سقف للسقوط، لكن استوقفني حراك مدني تقوده مجموعات من أهل الفكر المستنير وتحت مبادرة تحمل عنوان «إخوة الهوية الوطنية» وستطلق مشروعها في الأيام القادمة، تحذر من استبعاد أي مكون لبناني، تحت أية حجة وعزل أي طائفة حتى لا تقع في جحيم التقسيم المناطقي والطوائفي أو الانجرار إلى حرب أهلية لا يعلم أحد إلى أين سيقود هذا البلد... والمسألة من وجهة نظر القائمين عليها لم تعد ترفاً فكرياً أو هواية مسلية بل هناك مسؤوليات أخلاقية، وطنية تستوجب الرد على كيفية تخطي الانقسامات المذهبية... فالهوية الوطنية هي المرتكز الأساسي وبناء الدولة الوطنية هو المنقذ والحل كما يراه أصحاب المشروع.
حمزة عليان
أول سؤال يطرحه أهل الخبرة والمعرفة بالشأن اللبناني هو من يصنع الرئيس؟ هل تتم صناعته داخلياً وبتوافق قوى الأمر الواقع الطائفية أم بقرار إقليمي دولي وبتدخل خارجي؟