في تصعيد كبير للصراع الدائر على السلطة في الدولة النووية الإسلامية الوحيدة، وجهت الشرطة الباكستانية، أمس، تهم الإرهاب لرئيس الوزراء المُقال عمران خان، الذي يقود تظاهرات شعبية ضخمة لتنظيم انتخابات مبكرة سعياً للعودة إلى منصبه، الذي فقده لمصلحة منافسه السياسي شهباز شريف في أبريل الماضي، بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة إثر أزمة سياسية استمرت أسابيع.

وضمن خطط الحكومة لاعتقال خان، شددت الشرطة الإجراءات الأمنية بالفعل على الطريق المؤدي لمنزله الواقع على قمة تل بحي بانيغالا الراقي في إسلام آباد وشوهدت حركة غير عادية به، في حين توافد أنصاره لمنع السلطات من الوصول إليه وتعهدوا بالاستيلاء على العاصمة، في حال اعتقاله.

Ad

وتتعلق تهم الشرطة الموجهة لخان بخطاب ألقاه السبت الماضي في إسلام آباد تعهد فيه بمقاضاة قائد شرطة العاصمة والقاضية المسؤولة عن ملف اعتقال وتعذيب أحد مساعديه المقربين المتهم بتعدي الخط الأحمر المتمثل في التحريض على التمرد بالجيش، الذي حكم باكستان على مدى نصف تاريخها البالغ 75 عاماً.

وتتضمن اتهامات الشرطة ضد خان شهادة من القاضي علي جاويد قال فيها، إنه سمع رئيس الوزراء السابق ينتقد قائد شرطة والقاضية. ونقل على نطاق واسع أن خان خاطب المعنيين: «عليكم الاستعداد لذلك، سنتخذ إجراءات ضدكم، عليكم جميعاً أن تشعروا بالعار».

ونشر حزب حركة الإنصاف، الذي يقوده خان، مقاطع مصورة على منصات الإنترنت تظهر تجمع مؤيدين له حول منزله لمنع الشرطة من الوصول إليه، محذراً من أنه سينظم مسيرات في جميع الأنحاء إذا تم القبض على عمران.

وبينما ردد المتظاهرون هتافات مناهضة لشريف، الذي تولى السلطة بعد إطاحة خان، كتب الوزير السابق لشؤون كشمير وجيلجيت بالتستان علي أمين غاندابور، على «تويتر»: «لو تم القبض على عمران خان؛ فسنستولي على إسلام آباد بسلطة الشعب».

وفي تغريدة مماثلة، قال وزير الإعلام السابق فؤاد شودري: «عمران خان هو خطنا الأحمر، وأينما كنت، توجه إلى حي بانيغالا اليوم وأظهر تضامناً معه». ودعا بعض قادة الحزب لحشد الجماهير في كل مكان.