لبنان رهن 3 مسارات إقليمية
مفاوضات «النووي» الإيراني والتطورات السورية والتعامل مع المقترح الإسرائيلي الجديد
يراقب لبنان مسارين إقليميين لهما انعكاس على وضعه الداخلي، الأول مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وسط معطيات تفيد بأنه أصبح ناجزاً، وتتم الآن عملية تسويقه، وبأن احتمال تعثّره ضئيل جداً، فيما يتمثل الثاني بمراقبة بعض التطورات الحاصلة على صعيد علاقة بعض الدول الإقليمية مع سورية، الذي يعتبر اللبنانيون أنهم سيتأثرون به، خصوصاً في ضوء الموقف التركي الذي يمثل تطوراً على صعيد العلاقة مع دمشق. ويراهن اللبنانيون على متغيرات ستطال العلاقة مع سورية من الدول العربية نتيجة الاتفاق النووي، بالتالي فإن مساعي إعادة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية قد تتجدد.ويعتبر اللبنانيون أن الولايات المتحدة تصرّ على إبرام الاتفاق النووي قبل الانتخابات النصفية، وتحقيق إنجاز يتعلق بمصير الصحافي الأميركي المخطوف في سورية أوستن تايس، فيسجل الإنجاز لمصلحة إدارة الرئيس جو بايدن أيضاً.
هنا يتوسع الرهان على عودة سورية إلى التأثير بالمجريات اللبنانية، وهو أمر يستبعده بشكل كامل المعارضون، الذين يعتبرون أنها لن تتمكن من أي تأثير، ومهما حصل من تواصل إقليمي فهذا لن يعيدها إلى سابق عهدها. وتعتبر مصادر لبنانية رفيعة، أنه لا يمكن لسورية أن تعود إلى لعب دور مؤثر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويستبعدون إمكانية وصول مرشح حليف لها إلى الرئاسة على الرغم من رهانات الكثيرين على ذلك. كل هذه المسارات، لا بد أن تصب في خانة واحدة هي ملف ترسيم الحدود، إذ يفترض أن يتجدد البحث به في الفترة القريبة المقبلة مع ترقب لزيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لإسرائيل، ثم للبنان لتقديم مقترح خطي نهائي يفترض بالطرفين الموافقة عليه.في هذا السياق، أعلنت وسائل إعلام أن إسرائيل قدمت من خلال الوسطاء عرضاً جديداً للبنان لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية، وأكدت، وفق القناة الإسرائيلية الرابعة، للوسطاء أنها لن تتنازل عن منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها لاستخراج النفط والغاز، في وقت نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر تهديدات من عناصر حزب الله.وتقول المصادر المتابعة، إن المقترح الإسرائيلي ينص على إمكانية تأجيل توقيع اتفاق الترسيم مع استمرار إسرائيل بالعمل في كاريش؛ مقابل السماح للبنان بالعمل على التنقيب داخل حدوده، وبذلك يتم تجنيب التصعيد. كما يتضمن الاقتراح أن تدخل بواخر التنقيب إلى حقل قانا بتنسيق مع الإسرائيليين والحصول على إذن منهم للدخول والعمل، هذا الأمر رفضه لبنان، مؤكداً أنه يمكن فقط إخطار الإسرائيليين بدخول البواخر بدون انتظار الموافقة أو الحصول على إذن.