لبصاري ريان يراوغ القراء بـ «رسائل غريب»
كتاب جديد يحفِّز العقل على الإنتاج الفكري الإيجابي
بخطى واثقة يمضي الكاتب الجزائري الشاب، لبصاري ريان، على درب الإبداع، فبعد أن حظى كتابه الأول «أنامل عشريني» الصادر في 2021، باهتمام واسع في أوساط الشباب لغوصه باحترافية في دهاليز عالم المراهقين، أصدر ريان العمل الثاني الذي يحمل توقيعه تحت عنوان «رسائل غريب».
حقّق الكاتب الجزائري لبصاري ريان، شهرة في وقت قصير، بعد أن اختار اللعب على موضوعات تمس حياة أبناء جيله من الشباب سواء في بلاده أو في الوطن العربي عمومًا، حيث ركز كتابه الأول «أنامل عشريني» على تناول قضايا تهم المراهقين وتشغل بالهم، راصدًا بدقة ما يواجهونه في حياتهم في هذه المرحلة العمرية الحسّاسة والفارقة. وفي يوليو الفائت احتفت به الأوساط الثقافية في الجزائر لخروج كتابه الثاني إلى دائرة الضوء، وهو كتاب «رسائل غريب»، الصادر عن دار «لوزات» للنشر والتوزيع والترجمة، ويقع في 130 صفحة.
المنجز الجديد
وفي إطلالة تعريفية بمنجزه الجديد، يقول لبصاري ريان لـ «الجريدة»: «تتساقط الأوراق، فتأخذنا الحروف بين أحضانها، كل صفحة تخصُّ وريدًا من قلبك، وكل طيّة تعني لقطة من ومضات حياتك، فتصنع لنا الفواصل من تشابك الكلمات رسائل وعِبرًا، حشدتُهَا تحت عنوان (رسائل غريب)».وبحسب المؤلف، فقد ضمّ الكتاب أربعة فصول، في كلّ فصلٍ مجموعة رسائل، بإجمالي 20 رسالة. وبدأَ بالحديث عن الذات (جولة مع النفس)، لينتقل إلى العقل (جولة في عقلك)، ثم الآخر (جولة مع الآخر)، وختمها بفصل (جولة مع الله). ويحاول الكتاب تلخيص الأمور الأساسية لضبط النفس والتحكم فيها والرعاية الداخلية من ناحية التقديس والتقدير الذاتي والتصرّف في حالة السقوط والفشل، ومن جهة هو طاقة إيجابية غزيرة لمَنْ غاص في عمق الأسطر وبحثَ عما وراء الحروف والكلمات، كما أنه يصف الطريق الأَساسي استنادًا إلى الأبحاث الفكرية الأكاديمية للنجاح ومجابهة الأسى وتحفيز العقل على الإنتاج الفكري الإيجابي والعمل به في الحياة.
طريقة التعامل
وعرّج الكتاب على طريقة التعامل مع الآخر بحسب شخصيته وذاته الداخلية ودراسة طريقة تفكيره من حيث المعاملات فقط، وإثبات الشخصية الذاتية أمام المواقف، لينتهي بالحثّ والتذكير بالله عز وجل، وحُسن الظن به واليقين بقدره. كما أنه إلهام للتائه إلى الطريق الصحيح، ومصحح للمخطئ في سيره مع ذاته ووجدانه، ومحفز لمَنْ إرادته بعيدة.واستخدم ريان في هذا الكتاب لغة صعبة نوعًا ما بالنسبة إلى المبتدئ، كون باطنه أكبر من ظاهره بكثير ففهم الرسالة يتطلب من القارئ أخذ المعنى بالتورية، حيث اعتمد المؤلف أسلوب المراوغة وجذب التفكير ومحاكاة العقل، ووظّف جزالة الأسلوب ورعونته.فئة معينة
وأحدث الكتاب فور صدوره في يوليو الماضي، ردود فعل جيدة، لا سيما أنّه يتحدّث عن واقع مُعاش وموجه لكلّ الفئات وغير محصور في فئة معيّنة، وجاءت الأفكار المطروحة في ثناياه مترابطة متلاصقة مع واقعنا الراهن، وما ورد فيهِ مستند على مراجع بحتة.يقول المؤلف بهذا الخصوص:«إنّ المشاكل التي تحدث هنا وهناك، ونبحث عن مفتاح حلها هنا وهناك موجودة في نفوسنا نحن، فلمَ نفضل مفتاح غيرنا على المفتاح الذي نحوزه؟ كما أن اليأس والتذمّر شاع في مجتمعاتنا فهلاَ نبحث عن السبب؟ كما أنّ الشخصيات الضعيفة برزت؛ من هم في الحياة من دون أهداف؛ عن ضحايا الحب والصداقة؛ من أحاط بهم الاكتئاب والحزن والأسـى بفعل الحياة».وتابع: «من هذهِ المعضلات العصيّة انبثقت فكرة الكتاب حاملًا معه جرع الأمل والتحفيز، مترجمًا الوقائع على شكل حروف وكلمات».أحمد الجمَّال
الكاتب استخدم لغة صعبة نوعًا ما بالنسبة إلى المبتدئ كون باطنه أكبر من ظاهره بكثير
الكتاب يتحدّث عن واقع مُعاش وموجه لكلّ الفئات وغير محصور في فئة معيّنة
الكتاب يتحدّث عن واقع مُعاش وموجه لكلّ الفئات وغير محصور في فئة معيّنة