في رثاء عبدالرحمن الغنيم
انتقل إلى رحمة الله تعالى زميلنا الغالي عبد الرحمن خالد الغنيم، وهو أحد رجال هذا البلد الطيب ورمز من رموز الخير، أحب بلده وأخلص في كل عمل قام بأدائه. فمنذ تخرجه في مطلع الستينيات من القرن الماضي مهندساً من إحدى الجامعات الأميركية، بدأ حياته العملية مهندساً شاباً في وزارة المواصلات، ولفت انتباه المسؤولين في تلك الوزارة حبه للعمل واحترامه لقوانينه وحرصه على تعلم المهارات التي تمكنه من أداء الأعمال الفنية التي يطلب منه القيام بها بسرعة وإتقان، لذلك نال ثقة القياديين في تلك الوزارة، ومن ثم حصل على ترقيات بها حتى أصبح أحد قيادييها، بعد أن تم تعيينه وكيلاً لتلك الوزارة. ولما بلغت سنه ثلاثين عاماً، رشح نفسه لعضوية مجلس الأمة، وحاز ثقة دائرته الانتخابية فأصبح عضواً في المجلس ثم وزيراً، وأثبت في حياته العملية نجاحاً في إتقان عمله وحسن تعامله مع الناس، فكان يسعده خدمة الآخرين، فلا يتذمر من تقديم المساعدة لمن يطلبها منه، بل يؤديها بكل سعادة، وقد ينطبق عليه قول زهير:تراه إذا ما جئتَه متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائلُه رحمك الله يا أبا هيثم عانيت كثيرا من مرضك، ولكنك كنت صبورا وشجاعا في مواجهته، آخر عهدي بك عندما اتصلت بي قبل شهرين لتعزيني في أخي محمد، وتعتذر عن عدم قدرتك على الحضور لأداء واجب العزاء... هكذا كنت يا أبا هيثم حريصا على مشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، وقد ورثت هذه الخصلة الطيبة من والدك المرحوم خالد، نرجو من أبنائك أن يحرصوا على التمسك بكل تلك الخصال الطيبة ويحيوا ديوان العائلة العامر.