على وقع موجات حر آسيوية أشعلت غابات روسيا وتهدد بإغراق الصين في الظلام، حذّر باحثون من أنّ موجة الجفاف الحادّ التي تضرب أنحاء في أوروبا «تتفاقم» وتهدد ما يقرب من نصف القارة، مشيرين إلى أنّ الأمطار في بعض المناطق تساهم في تخفيف الوطأة لكنّ العواصف الرعدية المرافقة لا تخلو من المخاطر.

والتقرير الشهري الأخير لمرصد الجفاف العالمي التابع للاتحاد الأوروبي سلّط الضوء على مخاطر الجفاف الحالي للتربة من جرّاء موجات الحرّ المتعاقبة منذ مايو و»النقص المستمر» في الأمطار.

Ad

وفي تقريره الأخير، جدّد المرصد التحذير الذي أصدره في تقريره السابق وأشار فيه إلى أنّ الجفاف يتهدّد نحو نصف أراضي الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنّ انخفاض منسوب الأنهار وانحسار الموارد المائية يؤثّران على توليد الكهرباء في منشآت إنتاج الطاقة ويقلّصان المحاصيل الزراعية.

وجاء في التقرير الذي نشره مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية أنّ «الجفاف الحادّ الذي يضرب أنحاء عدة في أوروبا منذ مطلع العام اتّسع نطاقاً وازداد سوءاً اعتباراً من مطلع أغسطس».

وتوقّع التقرير ازدياد «خطر الجفاف» في أجزاء كبيرة من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيرلندا ولوكسمبورغ ورومانيا والمجر، وفي دول غير منضوية في الاتّحاد الأوروبي هي بريطانيا وصربيا وأوكرانيا ومولدافيا. وبحسب التقرير فإنّ 17 في المئة من أراضي أوروبا مدرجة حالياً ضمن مستوى التحذير الأعلى، مقارنة بـ11 في المئة في يوليو، مضيفاً أنّ الأجزاء المتوسطية في الاتحاد الأوروبي عليها أن تتهيّأ «لأجواء أكثر حراً وجفافاً من المعتاد» وصولاً إلى نوفمبر.

وبعد أسبوع من الجفاف المستمر وموجات الحر في آسيا، شهدت الصين نقصاً في الكهرباء. وذكرت وسائل الإعلام أن أغلبية مراكز التسوق في مدينة تشونغ تشينغ لا تفتح أبوابها سوى بين الرابعة مساء والتاسعة مساء لخفض استهلاك الكهرباء عبر مكيفات الهواء.

ودعت السلطات في إقليم سيشوان المجاور في الأسابيع الأخيرة إلى تقنين استهلاك الكهرباء. وتعاني الكثير من الأنهار الصينية من تراجع مستويات المياه بسبب الجفاف المستمر.

إلى ذلك، تم إعلان حال الطوارئ في إقليم رايازان الروسي على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة موسكو، بسبب انتشار حرائق الغابات التي غطت منطقة تبلغ مساحتها نحو 9 آلاف هكتار.

ووصل دخان الحرائق إلى موسكو في الأيام الأخيرة، الأمر الذي تسبب في ضعف الرؤية هناك.

وتردد أن عمدة موسكو سيرجي سوبيانين أرسل 9 آلاف من رجال الإنقاذ مع أكثر من 2300 مركبة ومعدات ثقيلة من العاصمة إلى الإقليم المتضرر من الحريق لدعم القوات المحلية.