وسط مخاوف إسرائيلية من اندلاع جولة عنف جديدة تشمل الجبهة اليمنية، أجرى زعيما حزب الله اللبناني حسن نصرالله وحركة الجهاد الفلسطينية زياد النخالة أمس تقييماً للمعارك مع الاحتلال على المستويات الميدانية والسياسية والإعلامية.وخلال لقائهما في ضاحية بيروت الجنوبية، بحث نصرالله والنخالة معركة «وحدة الساحات» الأخيرة في قطاع غزة والتوتر بالضفة الغربية المحتلة ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والأدوار المتوقعة من جميع الأطراف في محور المقاومة في المرحلة المقبلة.
ومع عدم استبعاد إسرائيل دخولها في مواجهة عسكرية مع «حزب الله « قريباً، خصوصاً في ظل تشابك الخصومة مع ملف ترسيم الحدود مع لبنان والإعلان الوشيك عن استئناف العمل بالاتفاق النووي مع إيران، اعتبرت الأوساط الأمنية في تل أبيب أن «الخطر الحقيقي يكمن في اليمن».وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى أن إمكانية استهداف إسرائيل من قبل جماعة الحوثي في اليمن بات أمراً واقعياً، وبالتنسيق بينها وبين «حزب الله»، مبيناً أن الحزب اللبناني يقوم بخداع إسرائيل من خلال تسليط الأضواء على الجبهة الشمالية، ولكنها تأخذ بعين الاعتبار إمكانية فتح جبهة من الجنوب عن طريق المسيرات الحوثية.وأشار المصدر إلى أن تصفية قيادات للحرس الثوري في عمليات منسوبة لإسرائيل زعزعت الثقة في طهران وأثارت هلعاً، ولذلك تسعى إيران من خلال «حزب الله» إلى توجيه ضربة قوية من خلال عملية عسكرية من شأنها إعادة قواعد الاشتباك بين الطرفين. في غضون ذلك، دعا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال تمير هايمان إلى أخذ تهديدات نصرالله بشأن استهداف منصات الغاز في حقل كاريش بجدية، رغم تأكيده أن هذه التهديدات هدفها التأثير على الرأي العام في لبنان لتفادي انتقادات شديدة للحزب ودوره في إيصال اللبنانيين للوضع الذي يعيشون فيه.وأضاف هايمان، الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز أبحاث الأمن القومي، أن نصرالله يرسل تهديداته لاعتقاده بأنه سيكون الرابح من كل اتفاق يتم التوصل إليه، وسيدّعي نسب هذا الإنجاز إلى تهديداته وأنه هو الذي حقق إنجاز حل ملف أزمة الطاقة.ورأى تمير أن نصر الله «مستعد للذهاب حتى النهاية»، وأن هذا الأمر ينطوي على مجازفة كبيرة، إذ إن الرد الإسرائيلي على المسيّرات يؤدي إلى تصعيد نحو الحرب، وهو «ما حدث في الماضي، ويمكن أن يحدث في المستقبل وهذا خطير جداً».
دوليات
تل أبيب تتأهب لفتح جبهة مع اليمن
25-08-2022