وضعت القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم» قواتها المنتشرة في سورية والعراق في حال تأهب، تحسباً لمزيد من الهجمات لميليشيات إيران، والتي تسببت في إصابة ثلاثة من جنودها أمس الأول، مؤكدة قدرتها الكاملة على تحييد التهديدات في المنطقة، وحماية قواتها وشركائها.

وأوضح قائد «سنتكوم» الجنرال مايكل كوريلا أن «القوات الأميركية في العراق وسورية تراقب الوضع عن كثب، ولديها مجموعة كاملة من القدرات للتخفيف من التهديدات في جميع أنحاء المنطقة، والثقة الكاملة بحماية قواتنا وشركائنا في التحالف من الهجمات».

Ad

ولفت كوريلا إلى أن القوات الأميركية استخدمت طائرات مروحية هجومية للرد، وكانت الاستجابة متناسبة ومتعمدة، مضيفاً: «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه».

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم القيادة الوسطى الكولونيل جو بوتشينو أن القوات الأميركية شنت، لليوم الثاني على التوالي، هجمات صاروخية باستخدام طائرات مروحية هجومية ضد موقعين في سورية، وقتلت اثنين أو ثلاثة من المسلحين المدعومين من إيران، ودمرت 3 سيارات ومعدات إطلاق صواريخ.

وبين بوتشينو أن الهجمات بدأت فور سقوط عدة صواريخ داخل محيط موقع حقل كونيكو في دير الزور، ثم وبعد فترة وجيزة، سقطت صواريخ أخرى بالقرب من حقل العمر، كاشفاً أنه تم علاج أحد الجنود الأميركيين في موقع دعم البعثة كونيكو من إصابات طفيفة، وعاود الخدمة، ويخضع جنديان لفحوصات بسبب إصابات طفيفة أيضاً.

ويأتي ذلك التطور بعد أمر الرئيس جو بايدن الجيش الأميركي بتنفيذ غارات استهدفت منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية، رداً على هجوم على قاعدة التنف في 15 الجاري هو الثاني من نوعه خلال الشهر ذاته.

ووفق المرصد السوري، فإن الغارات الأميركية استهدفت للمرة الثانية خلال 24 ساعة مواقع في ريف دير الزور، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين مدعومين من إيران، مبيناً أنها جاءت رداً على هجمات صاروخية منسقة من جانب الميليشيا على منشأتين عسكريتين أميركيتين في المنطقة قبل فترة قصيرة.

وأشار المرصد إلى أن الهجوم الأميركي على مرافق البنية التحتية ومواقع الحرس الثوري في دير الزور أسفرت أمس الأول عن مقتل ستة من المقاتلين الشيعة، أغلبهم من ميليشيات لواء فاطميون الأفغانية.

وفي حين استأنفت القوات التركية والروسية تسيير الدوريات المشتركة بالحسكة بعد توقف ثلاثة أسابيع متتالية، اعتبر المبعوث البريطاني لسورية جوناثان هارغريفز أن الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية «تعد الأمر الوحيد الفعال في سورية».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية أن هارغريفز أشاد، في محادثات مغلقة مع مسؤولين إسرائيليين في القدس، خلال يونيو، بهذه الغارات، وأبلغهم أن بريطانيا، وغيرها من الدول الغربية، تعتمد في بعض سياساتها على مخرجات «الحملة الإسرائيلية».

وأضاف هارغريفز أن إعداد مؤتمر للمعارضة السورية لإجراء حوار سياسي مع الحكومة يعد من أهم أسباب استمرار العملية السياسية، لكنه عبر في الوقت ذاته عن شكوكه عن مدى فعالية خطة «خطوة بخطوة»، التي تبناها المبعوث الأممي غير بيدرسون، وفق «أكسيوس».