كيف أختار ممثلي البرلماني؟
رفع شعار اختيار الأصلح لممثلي البرلمان يحتاج أدوات لا تتوافر في الحياة السياسية التي باتت أكثر تعقيداً من زمن مضى.
أول العمود: مطلوب من جمعيات النفع العام إظهار تشجيعها وتأييدها للنهج الجديد الذي يقوده سمو رئيس الوزراء، فالالتفاف الشعبي حول هذا النهج مطلوب في هذه المرحلة الانتقالية وبكل الوسائل.***
أيام معدودة تفصلنا عن يوم التصويت لاختيار ممثلي الشعب في البرلمان، الشعار المرفوع هو «حسن الاختيار»، وهو شعار كلاسيكي عام وحَمَّال أوجُه، ولا تسنده وسيلة معلوماتية أو سياسية تجعله أكثر قرباً من عقل الناخب وقراره. في المشهد اليوم مرشحون كانوا أعضاء سابقين يمكن الحكم على تجربتهم، ومرشحون جدد لا نعرفهم، فهم كالصناديق السوداء، فأين الصعوبات التي يواجهها الناخبون في الحالتين؟ في الأولى هناك مسألة مهمة، وهي عدم وجود منصة معلوماتية سهلة ومُحَّدثة يلجأ لها الناخب لمعرفة مواقف من يريد منحه صوت العضوية، هذا بالنسبة إلى الناخب غير المتحيز، أما الناخب المتحيز للقبيلة والطائفة والفئة الاجتماعية فمثل هذه العوامل قد لا تؤثر فيه بالقدر الكافي لتغيير قناعاته بسهولة.وفي حالة المرشحين الجدد الذين لا نعرف لهم تاريخاً سياسياً سابقاً فتلك مشكلة أخرى سببها عدم وجود نظام للجمعيات السياسية، كما في الكثير من دول العالم اليوم، وتأخذ صفة الأحزاب تارة أو الجهات الضاغطة لإصلاح الأداء الحكومي، ومن خلالها نتعرف على أدائهم وتوجهاتهم.هذا هو المشهد المُحير بالنسبة إلى آلاف الناخبين الذي ملوا من الصراعات المزمنة بين المجلس والإدراة الحكومية، ودفعوا ثمناً باهظاً لذلك، وصل إلى حد سرقة مدخراتهم في التأمينات الاجتماعية وخراب الشوارع!! أظن أن مثل هذا الموضوع المهم يجب أن يكون محل بحث في وسائل الإعلام لعرض الحلول له، ومناقشتها والدفع لإقرارها، لأن رفع شعار اختيار الأصلح يحتاج أدوات لا تتوافر في الحياة السياسية التي باتت أكثر تعقيداً من زمن مضى، ولعل من بين أهم سلبيات المشهد الانتخابي في الكويت تداول مقاطع فيديو أو تصريحات سابقة تكشف مواقف نواب سابقين بشكل قد يكون صحيحاً أو مفبركاً ومنقوصاً، وهو ما يؤثر كثيراً في ذهن الناس وتحويلهم باتجاهات تريدها الوسيلة الإعلامية.