مواجهة الدبيبة وباشاغا تعيد طرابلس لأجواء الحرب
عشرات القتلى والجرحى... والحكومتان تتبادلان اتهامات الغدر ورفض التفاوض
فجّر الصراع الدائر على السلطة بين حكومة الوحدة الليبية بزعامة عبدالحميد الدبيبة، وحكومة الاستقرار بزعامة فتحي باشاغا، المكلفة من البرلمان، اشتباكات مسلحة في طرابلس، أمس، خلّفت العديد من القتلى، بينهم ممثل كوميدي يدعى مصطفى بركة، وعشرات الجرحى. وشهد وسط طرابلس في منطقتي باب بن غشير وشارع الزاوية، مواجهات بين قوات جهاز دعم الاستقرار وقوات «الكتيبة 777» (رئاسة الأركان)، بقيادة هيثم التاجوري، على خلفية سيطرة جهاز «دعم الاستقرار» (المجلس الرئاسي) على مقر تابع لـ «الكتيبة 92» المحسوبة على التاجوري. وتسببت الاشتباكات في توقف جامعة طرابلس عن العمل.وحمّلت بلدية «طرابلس ـ المركز» كلا من البرلمان و»المجلس الأعلى للدولة» و»المجلس الرئاسي» وحكومتَي الدبيبة وباشاغا مسؤولية تردّي الأوضاع.
من جانبها، دانت حكومة «الوحدة» ما يشهده وسط طرابلس من اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان والمدنيين، قائلة إن «ما يحدث هو مشهد يعيد إلى الأذهان الحروب السابقة وما خلفته من مآس».واتهمت حكومة الدبيبة طرفا ممثلا لحكومة باشاغا بالتهرب في آخر لحظة من خوض مفاوضات لـ «تجنيب العاصمة الدماء» رغم وجود مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي. وذكر بيان لحكومة «الوحدة» أن الاشتباكات الأحدث في طرابلس اندلعت بسبب إطلاق مقاتلين متحالفين مع باشاغا النار على رتل عسكري تابع لها.من جهتها، نفت الحكومة المكلفة من مجلس النواب ما جاء في بيان «الوحدة» بخصوص رفض أي مفاوضات معها، قائلة إن باشاغا رحّب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل الأزمة.وتابعت: «محاولات حل أزمة انتقال السلطة لم تلقَ استجابة من الحكومة المنتهية الولاية»، قبل أن تضيف «اتضح جليا للجميع تعنّت وتشبث الحكومة المنتهية الولاية ورئيسها بالسلطة».جاء ذلك بعد نحو أسبوع من وصول حشود عسكرية إلى أطراف العاصمة الليبية، لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان المدعوم من قائد قوات «الجيش الوطني» المسيطر على شرق ليبيا خليفة حفتر.بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد، كما سجلت واشنطن قلقها إثر تجدد الاشتباكات في طرابلس.وأكدت البعثة الأممية أنها تتابع «بقلق بالغ حشد القوات المتواصل والتهديد باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية»، مجددة تأكيد أن أي استخدام للقوة غير مقبول.في سياق مواز، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، مع السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أهمية التزام الأطراف الليبية بالتهدئة، إضافة إلى مناقشة مقترح المجموعة الدولية بشأن إدارة العائدات النفطية، مع تأكيد سيادة ليبيا عليها.