رسونا على بر الله يخليكم
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
كل شيء هنا يسد النفس، معظم مشروعات التنمية والتحديث تتخشب وتخنق في نزاعات أبدية بين مجالس نمى إلى علمي أن هناك تمثالاً في مجمع تجاري وهناك حفلة مختلطة تخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وحكومات بواسطة وزرائها تتجاوب بسرعة مع هذه «التطلعات التنموية العظمى» لمشايخ الدولة، وترد بسرعة عليهم: «حاضرين، وما يصير خاطركم إلا طيب...» ويا سلام... من يدير هذه الدولة ومن يملي عليها تصوراته وثقافته المنغلقة... ومن أقام، بالتالي شرعية استمرار الدولة على هيمنة ثقافتهم وأحزابهم.دولة الإمارات قبل خمسين عاماً كانت صحراء لا يوجد بها غير القليل من المباني والمشروعات، انظروا الآن كيف أضحت، هي مركز عالمي للسياحة والخدمات الاستثمارية، لا بيروقراطية، ولا ممنوعات تخنق كل طموح استثماري أجنبي، السياحة والاستثمار في إمارة دبي يشكلان حوالي 80 في المئة من دخل الإمارة... في ديرتنا «صل على النبي» هي محطة بنزين كبيرة تبيع النفط وتوزع دخله على شعب «مو ناقصنا شي»... حتى المستثمر أو السائح الكويتي هرب للإمارات والسعودية والبحرين.آخر الكلام هو أننا لا نملك ديموقراطية صحيحة تضمن الحقوق والحريات المدنية، ولا عندنا نظام أوتوقراطي حازم يختصر السُّلطة بيده وحده، ويقوم بثورة من الأعلى، ويمكن أن يدفع البلد إلى مصاف التقدم والتنمية، ولو لمرحلة مؤقتة، وينقل الدولة من الحالة العشائرية، بكل أمراضها الاجتماعية، ليضعها في مصاف الدولة الحديثة، تجربة الانفراد بالسُّلطة في 76 و86 يصدق عليها المثل «يبي يكحلها عماها»، فقد راهنت السُّلطة ذلك الوقت على حصان القوى السياسية الدينية لتثبيت شرعيتها، وانتهت بعدها بأنها (الأخيرة) أضحت شوكة في بلعوم البلد... واليوم الكويت كالغراب الذي ذهب يقلد مشي اليمامة، فلم يتعلمها ونسي مشيته... رسونا على بر الله يخليكم.