إسرائيل: الاتفاق النووي مخالف لوعود بايدن ولن نلتزم به
لابيد يوبّخ رئيس الموساد ويستعد لمواجهة إيران... وسورية تسعى لتفادي معركة شاملة على أراضيها
تعهدت إسرائيل بعدم الالتزام باتفاق نووي مع إيران يخالف ما تريده من الولايات المتحدة، في حين استعجل الاتحاد الأوروبي إجابة طهران بشأن الرد الأميركي الخاص بمقترحه الأخير لإحياء الصفقة المبرمة عام 2015.
في حين تترقب أطراف مفاوضات فيينا النووية جواب إيران على الرد الأميركي بشأن تحفّظات طهران بخصوص النص المعروض على الطرفين من قبل الاتحاد الأوروبي لحسم إحياء الاتفاق الذرّي المبرم عام 2015، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد الاتفاق المتبلور بين إيران والقوى الكبرى في فيينا، معتبرا أنه مغاير لما تحدّث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة والدولة العبرية.وقال لابيد في تصريحات متلفزة أمس: «قلنا للأميركيين: هذا ليس ما يريده الرئيس بايدن. ليس هذا ما تحدّث عنه خلال زيارته لإسرائيل». وأضاف أن «إسرائيل ستكون جاهزة وستفعل كل ما في وسعها لحماية أمنها، ووشنطن تدرك ذلك».ورغم نبرته الحادة التي تتشبث بأقل فرصة لعرقلة التفاهم بين طهران والقوى الكبرى، فإن لابيد أكد أن حكومته «ستعمل مع إدارة بايدن للتأثير على بنود الصفقة المحتملة».
وفي وقت سابق، وبّخ رئيس الوزراء الإسرائيلي رئيس «الموساد»، ديدي برنياع، وأوضح له أنه انحرف عن التوجيهات الحكومية المتعلّقة بإيران، في الإحاطات التي قدّمها لابيد يوم الخميس الماضي أمام «الكنيست»، بعدما كرّر أن الاتفاق النووي المحتمل «مبنيّ على الأكاذيب، وشنّ هجوما حادا على الولايات المتحدة».جاء ذلك في وقت ذكرت قناة كان نيوز العبرية أنه من المتوقع أن يلتقي كل من بايدن ولابيد عشية إحياء الاتفاق النووي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 سبتمبر المقبل، إضافة إلى إجراء محادثة هاتفية مكثفة بينهما الأسبوع المقبلة.ونقلت القناة الرسمية عن مسؤولين أميركيين كبار أن موعد الاجتماع المرتقب سيكون بعد خطاب بايدن في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
غانتس وسوليفان
في موازاة ذلك، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي سافر إلى الولايات المتحدة، في خطاب ألقاه في واشنطن، أمس الأول، من أن إحياء الاتفاق النووي يمنح إيران إمكانية تطوير برنامجها الذرّي خلال فترة الاتفاق إلى الحد الذي يمكنها فيه الحصول على أسلحة نووية مع نهاية فترة الاتفاق عام 2031. وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على ضرورة إجراء إصلاحات لتشديد بنود الاتفاق النووي المحتمل، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة، وصلت إيران إلى مستوى «المعرفة والبنية التحتية والقدرة في برنامجها النووي، ومعظمها لا رجوع فيه».ووفق ما ذكر مصدر إسرائيلي أمني شارك في اللقاء بين غانتس ومستشار الأمن الوطني الأميركي جيك سوليفان، فإن «واشنطن تعدّ خيارا عسكريا ضد إيران، وذلك بموازاة المفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي».وفي خضم جهود المسؤولين الإسرائيليين لمعارضة إحياء الاتفاق النووي، أفاد موقع واي نت الإلكتروني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي من المقرر أن يدعو بشكل رسمي زعيم الحزب المعارض، بنيامين نتنياهو، للمشاركة في اجتماع أمني بشأن الاتفاق الإيراني.ورأت أوساط عبرية أن الإطار الزمني المفترض يملي استراتيجية جديدة على إسرائيل تشمل زيادة وتكثيف «حرب الظل»، ومنع تقدم البرنامج النووي الإيراني، مع ضرورة الاستعداد لاندلاع مواجهة عسكرية شاملة مع الجمهورية الإسلامية والفصائل والميليشيات المتحالفة معها في المنطقة.دراسة وحسم
في المقابل، أفادت وكالة نور نيوز المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني المخول بمتابعة ملف المفاوضات النووية والاتفاق النووي، بأن «الدراسة الدقيقة للردود الأميركية على التعديلات التي أجرتها إيران على الأفكار التي عرضها منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ما زالت مستمرة على مستوى الخبراء». وأضافت أن «هذه العملية أقلها ستستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري» أي حتى يوم الجمعة المقبل.من جهته، قال بوريل إن المفاوضات بين إيران والقوى الغربية وصلت إلى مرحلة حرجة وحاسمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «يجب على إيران الرد على المقترحات الأميركية».وأوضح بوريل أنه «متفائل. هذا هو الملليمتر الأخير. سيجعل العالم مكاناً أكثر أماناً»، في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي وفق المسودة التي قدّمها.في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية القطري، في لقاء مع كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أهمية إحياء الاتفاق النووي بما يتماشى مع أمن المنطقة واستقرارها، وطالب باستمرار التفاوض لإحياء الصفقة التي تقيّد أنشطة طهران الذرية مقابل تخفيف العقوبات الغربية المفروضة عليها.إلى ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة الماضية، نقلاً عن مصدر في دمشق أن السوريين طلبوا من إيران عدم شنّ هجمات ضد إسرائيل من أراضيهم لتجنّب حرب شاملة في وقت لم تتعافَ فيه البلاد بعد من حرب أهلية وحرب وكالات دارت فوق أراضيها.