انسحاب باشاغا يعيد الهدوء إلى طرابلس بعد أسوأ موجة اقتتال

• الكويت لليبيين: حقن الدماء وتغليب العقل واعتماد الحوار السياسي
• مطار معيتيقة يستعيد حركة الملاحة الطبيعية... وتونس تتريث

نشر في 29-08-2022
آخر تحديث 29-08-2022 | 00:00
ليبي يتفقد سيارة محترقة أمام منزل مدمر في طرابلس  (رويترز)
ليبي يتفقد سيارة محترقة أمام منزل مدمر في طرابلس (رويترز)
وسط دعوات كويتية وعربية ودولية لوقف التصعيد وحقن الدماء واعتماد الحوار السياسي لحل الخلافات، ساد الهدوء العاصمة الليبية، أمس، بعد جولة من الاقتتال هي الأسوأ منذ عامين انتهت بمقتل 32 شخصاً وإصابة 159، وإخفاق قوات حكومة فتحي باشاغا المدعومة من البرلمان في انتزاع السلطة من منافستها المعترف بها دولياً بقيادة عبدالحميد الدبيبة وطردها من مقرها بطرابلس.

وفي ظل مخاوف من اندلاع صراع كبير جديد، قالت وزارة الصحة الليبية، أمس، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 32 شخصًا على الأقل في حصيلة جديدة.

وتبادلت الجماعات المسلحة النيران التي دمرت عدة مستشفيات وأضرمت النيران في مبانٍ ابتداءً من مساء الجمعة، لكن هدوءًا حذرًا ساد مساء السبت.

وجاء القتال بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين مؤيدي الدبيبة وباشاغا اللذين تتنافس إدارتهما للسيطرة على الدولة التي شهدت أكثر من عقد من العنف منذ انتفاضة 2011.

ومنعت إدارة الدبيبة، التي أقيمت في العاصمة كجزء من عملية سلام بقيادة الأمم المتحدة بعد انتهاء آخر معركة كبرى عام 2020، باشاغا حتى الآن من تولّي منصبه هناك.

وعين البرلمان الليبيين باشاغا الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له في وقت سابق هذا العام، ويدعمه القائد العسكري القوي في الشرق خليفة حفتر.

في البداية، استبعد وزير الداخلية السابق استخدام العنف للاستيلاء على السلطة في طرابلس، لكنّه هدد أخيراً باستخدام القوة لتحقيق ذلك.

ونشر الدبيبة في طرابلس مقطع فيديو يظهر فيه وسط حراسه وهو يحيّي مقاتلين مؤيدين له. واتهمت حكومته باشاغا، ومقرّه في مدينة سرت بتنفيذ «ما أعلنه من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة».

وردّ المكتب الإعلامي لباشاغا متّهمًا حكومة طرابلس بـ «التشبث بالسلطة»، معتبرا أنها «مغتصبة للشرعية». ونفى ما جاء في بيان حكومة الوحدة بخصوص رفض حكومة باشاغا أي مفاوضات معها.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن تحالفاً من المجموعات المسلحة المؤيدة لفتحي باشاغا عادت أدراجها بعدما كانت متجهة إلى العاصمة من مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر إلى الشرق.

وعقب عودة الهدوء لكل محاور الاشتباكات في طرابلس ومحيطها، أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي أن الميناء الجوي مفتوح أمام حركة الملاحة، والعمل جار على إعادة التشغيل بصورة طبيعية وفق جداول الرحلات المعتمدة ابتداءً من أمس الأحد.

وبعد يوم من إلغاء شركة الأجنحة الليبية للطيران رحلاتها السبت، أكدت الخطوط الجوية الإفريقية أن التشغيل طبيعي حسب الجدول المعتمد من مطار معيتيقة الدولي، ودعت المسافرين ممن لديهم حجوزات الحضور بالمطار قبل موعد الرحلة بـ 3 ساعات.

وأعلنت الخطوط التونسية إلغاء تشغيل الرحلات من وإلى مطارَي معيتيقة وقرطاج الدوليين، بسبب ما سمته «سوء الأوضاع الأمنية التي تمرّ بها العاصمة طرابلس».

وأعربت وزارة الخارجية، أمس، عن قلق الكويت وأسفها لاندلاع الاشتباكات المسلحة التي جرت أخيرا في العاصمة الليبية طرابلس، بما يهدد أمن وسلامة الشعب الليبي الشقيق ويقوّض استقرار بلادهم.

وأكدت الوزارة موقف الكويت الداعم لدولة ليبيا الشقيقة وللمسار السياسي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما يحفظ أمنها واستقرارها وسيادتها. ودعت كل الأطراف إلى وقف الاشتباكات بما يضمن وقف التصعيد ويحقن الدماء وإلى تغليب الحكمة والعقل واعتماد الحوار السياسي لحل الخلافات، بما يحفظ لدولة ليبيا الشقيقة مصالحها العليا ويحقق لشعبها الشقيق تطلعاته بالتنمية والازدهار.

وعلى غرار مصر والبحرين وقطر والأردن وغيرها من الدول العربية والغربية، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية»، معربة عن «عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس».

back to top