ببساطة نحتاج إلى قرار
الناس معك مؤمنة يا سمو الرئيس بالإصلاحات التي تقودها، لكنها تحتاج إلى رؤية مشاريع جديدة، وبحاجة إلى الإحساس أن قصة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد انتهت، والآن تنويع مصادر الدخل يحتاج إلى قرار، وأنت كفء لهذا القرار وقادر على تحقيقه.
كل الظروف الموضوعية تدعونا إلى التفاؤل، فخطاب حضرة صاحب السمو الأمير الذي ألقاه بالنيابة عنه سمو ولي العهد تبعه إجراءات غير مسبوقة هزت عروش الفساد، وكل الدلائل تشير إلى أن الآتي أعظم، وأن مظلة الفساد ستكسر على رؤوس من احتموا بها. في الجانب الآخر هناك قرارات يجب أن تؤخذ بسرعة لكي يتحرك البلد اقتصادياً وتجارياً بشكل سريع، فالشلل الذي أصابه في السنوات الأخيرة مزعج وقاتل للطموح، وأكاد أجزم أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف يستشعر هذا الشيء. مثلاً ما الذي يمنع إقرار استثمار الجزر الصناعية الصغيرة التي تقع أسفل جسر جابر؟! وما الذي يمنع تحويل الآلاف من غالونات المياه التي تخرج من محطات القوى وتذهب إلى البحر إلى جزر صناعية تبنى حولها منتجعات سياحية، وهناك دراسات كثيرة موجودة في أدراج الجهات المختصة في هذا الصدد؟ وما الذي يمنع استثمار الجزر وعلى رأسها فيلكا لأنها مثمنة وتتبع أملاك الدولة وفيها خدمات أساسية تسمح بذلك؟
ولماذا لا تختصر الدورة المستندية في الكويت، ونتخلص من ثقافة كتابنا وكتابكم، ونتخلص أيضاً من العديد من الجهات الرقابية التي أثبتت عدم جدواها، بالإضافة إلى تكلفتها الكبيرة على المال العام، والهيئات التي أنشئت لكي يعين لها مسؤولون محسوبون على زيد وعبيد؟ في الرياضة وأنت خير من واكبها سنوات يا سمو الرئيس لماذا لا يسمح لرياضيين مختصين أمثال فيصل الدخيل، ومن هم في مستواه من لعبات أخرى، بالإشراف على الوضع حتى تعود رياضتنا إلى سابق عهدها؟ ولماذا يستمر إعلامنا الرسمي بهذا المستوى المتردي؟ وأين حواراتنا الجريئة؟ وأين برامج جمعية الخريجين واللقاءات الشفافة التي تقدم النصح الحقيقي للمسؤولين في الدولة، بدل سياسة «كله تمام»؟الأمثلة كثيرة والمرحلة تحتاج إلى إعادة رسم ثقافة جديدة تقنع الشارع الكويتي أن سياسة التنفيع ذهبت إلى غير رجعة، وأن مرحلة البوق والحرمنة وغسل الأموال ذهبت أيضاً إلى غير رجعة. سمو الرئيس: الناس معك مؤمنة بالإصلاحات التي تقودها، لكنها تحتاج إلى رؤية مشاريع جديدة، وبحاجة إلى الإحساس أن قصة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد انتهت، والآن تنويع مصادر الدخل يحتاج إلى قرار، وأنت كفء لهذا القرار وقادر على تحقيقه.الزخم الشعبي الذي تتمتع به لن يستمر طويلاً إذا لم يحس المواطن بالفرق، نعم هناك إصلاحات واضحة، لكننا نحتاج إلى إنجازات تُرى بالعين المجردة.باختصار سمو الرئيس نحتاج إلى قرار.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!