ترامب سيدافع عن نفسه بالابتزاز
بالنظر إلى سلوك ترامب السابق وطموحاته لعام 2024، فإن اكتشافات مكتب التحقيقات الفدرالي في «مار ألاغو» ينبغي أن تثير قلق جميع الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة.
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
وفي عام 2005، دفع ساندي بيرغر، مستشار الأمن القومي السابق لكلينتون، غرامة قدرها 50 ألف دولار وخسر تصاريح الأمن الخاصة به لمدة ثلاث سنوات بعد الاعتراف بالذنب المتمثل في إزالته لوثائق سرية من الأرشيف الوطني، وفي عام 2015، اعترف «ديفيد بترايوس»، وهو مدير سابق آخر لوكالة المخابرات المركزية، بارتكابه جنحة القيام بانتهاكات أمنية فظيعة (ومن ثم تجنب ما كان يمكن أن يكون اتهامات جنائية)، وحكم عليه بأن يدفع مبلغ 40 ألف دولار وأن يقضي عامين تحت المراقبة بسبب سماحه لكاتبة سيرته التي تحولت إلى عشيقة برؤية دفاتر تحتوي على أسرار كان من الممكن أن تحدث «ضررا جسيما بصورة استثنائية» إذا سُربت.ولكن قضية «بترايوس» تشهد على الصعوبات التي تواجه المدعين الفدراليين، والمخاطر التي ينطوي عليها اتهام ترامب بسوء التعامل مع المعلومات السرية، إذ عرضت وزارة العدل تسوية على «بترايوس» لأنها كانت تخشى ما سيظهر في محكمة علنية (بما في ذلك أسماء العملاء السريين، والعمليات السرية، والعلاقات الحساسة مع أجهزة المخابرات الأجنبية). وسواء كانت الغرامات كبيرة أم لا، فإن العقوبات المخففة على «بترايوس» و«بيرغر» تُظهر ما يمكن أن يقوم به المدعوون لتجنب مثل هذه المخاطر. (تشير العقوبات الأخف أيضا إلى المعايير المزدوجة لكبار المسؤولين مقارنة بالموظفين العاديين، الذين يحصلون عموما على عقوبة السجن لجرائم مماثلة).ومن الواضح أن ترامب سيلعب بالأوراق نفسها لتجنب محاكمة أو إدانة جنائية، فتاريخه في السلوك المتهور والطائش غني عن التعريف، فقد اتسمت رئاسته باللا مسوؤلية، حيث كشفت لوزير الخارجية الروسي عن عملية حساسة لمكافحة الإرهاب، ونشرت صوراً ساتلية عالية السرية على «تويتر»، ولم يكن أمام الرئيس «جو بايدن» خيار سوى منع ترامب من تلقي ملخصات استخباراتية قبل عامين، على الرغم من أنه لم يسبق أن حُرم أي رئيس آخر من هذه الملخصات، ولم يشكل أي رئيس سابق مثل هذا الخطر الواضح والقائم على مصالح الولايات المتحدة (ولم يقم أي واحد منهم بأي محاولة انقلاب بالنسبة لهذه المسألة). ولا تزال الطريقة التي خطط بها ترامب لاستخدام الوثائق السرية سؤالاً يفترض أن المحققين جعلوه أولوية قصوى، واعتمادا على الإجابة وما سينتج عنها من تهم، إن وجدت، هناك شيء واحد مؤكد: سيتصرف ترامب بعدوانية، بما في ذلك من خلال تضخيم مزاعمه بكونه ضحية الدولة العميقة الخيالية، وإنكار أي مخالفة تتعلق بسرقة الوثائق، ومع ذلك، فإن أكاذيبه ومبالغاته لا تنفي سعيه للحصول على صفقة قضائية، ففي تشابكاته السابقة مع القانون، مثل خدعة جامعة ترامب، وافق على تعويض الضحايا (في هذه الحالة 25 مليون دولار) بعد أن استنفد مراوغاته.وبالنظر إلى سلوك ترامب السابق وطموحاته لعام 2024، فإن اكتشافات مكتب التحقيقات الفدرالي في «مار ألاغو» ينبغي أن تثير قلق جميع الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة. فهي على الأقل، تؤكد تجاهل ترامب الصارخ للأمن القومي للولايات المتحدة، وبالنسبة لمسؤولي الأمن القومي والاستخبارات الذين تعاملوا مع عدم استقرار ترامب وطموحاته الاستبدادية لمدة أربع سنوات، فإن أي ولاية ثانية ستشكل تحديات هائلة، لاسيما أنها ستكون اختبارا لقَسَمهم المتمثل بدعم الدستور والالتزام بالقانون.* كينت هارينغتون محلل كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية، وضابط استخبارات وطني لشرق آسيا، .
Project Syndicate
طريقة تخطيط ترامب لاستخدام الوثائق السرية لا تزال سؤالاً يفترض أن المحققين جعلوه أولوية قصوى