حوار مع الشاعر قاسم حداد
النشاط الثقافي في الوطن العربي لم يعد كما كان في العقود الماضية، يحفل بالنثر والشعر والمسرح والسينما والفنون التشكيلية، بل والأمسيات الثقافية التي كانت تقام على امتداد البلاد العربية، حيث أصابها الجفاف. وأراد أحد الرموز الشعرية الكبيرة أن يتحدى الركود الأدبي، والفكري، والثقافي، والشعري، فأنشأ الشاعر قاسم حداد موقعاً إلكترونياً يهتم بكل ما له علاقة بالثقافة والشعر، والرسم تحديداً، وكرَّس له كل جهده ووقته، حتى حقق نجاحاً على صعيد العالم العربي، وأصبح كذلك مرجعاً توثيقياً عالمياً، وفجأة توقف كل هذا الصرح الأدبي، لماذا يا صديقي الشاعر؟ - لكي يستمر ذلك الموقع، كنت سأضطر أن «أشحت»، لكنني توقفت عن العمل اليومي والتحديث به، وعملت على الاحتفاظ بالشبكة التي يمكن زيارتها وتقديم خدماتها للمهتمين.
• إذاً توقف مشروع أدبي كهذا بسبب نقص في المال؟ - وهل نقص المال لا يكفي لكي يوقف حال ما هو أكبر من موقع أدبي؟• ألم تستعن بجهة مسؤولة؟ - لا أطلب من أحد، وأعتبر ذلك موقفاً مهيناً، ولستُ موهوباً بهذا الشأن.• أنت لم تسعَ إلا من أجل هدف حضاري، مرتبط بالمجتمع، وليس لشخصك.- هذا الذي يُفترض أن تدركه الأجهزة الإدارية، والمؤسسات الرسمية، وتتصرف على أساس أن رعايتها للآداب سلوك حضاري، وأنه طبيعة تنبع من واجباتها.• شاعرنا العزيز: هل هناك مشاريع جديدة؟ - نعم، لقد استدرت لكتابتي، ولديَّ من المشاريع ما تضيق به سنوات عمري، وأعمل كأنني أعيش أبداً، وكأنني لن أموت غداً. • شعراً، أم نثراً؟- منذ سنوات، منشغل بمنتخبات من النصوص الدينية. • الدينية؟ـ نعم، نصوص دينية أصلية عبر التاريخ الإنساني، جعلتني أقرأ التاريخ، والفلسفة، والسير، والفكر، فأنا غارق في مُتع ومكتشفات تستعصي على الوصف، أسئلتي كثيرة، والأجوبة المتاحة لا تكفيني.• ماذا أكتب لقراء جريدة الجريدة عن قاسم حداد؟ـ قُل لهم: الحياة أهم من الكتابة. وشكراً دكتور نجم عبدالكريم. ***انتهى حواري مع الشاعر البحريني، العربي، والإنساني قاسم حداد.