في إشارة قوية إلى علاقات وثيقة أكثر من أي وقت مضى لها مع الصين، علّقت جزر سليمان جميع زيارات السفن البحرية العسكرية الأميركية إليها مؤقتاً.

وقالت السفارة الأميركية في كانبيرا، أمس، إنه «تم إبلاغ واشنطن أمس الأول، بوقف جميع الزيارات البحرية؛ حتى يتم تحديث إجراءات البروتوكول».

Ad

ويأتي هذا التطور بعد 6 أيام من رفض سلطات جزيرة سليمان، منح تصريح دبلوماسي لخفر السواحل الأميركي للتزود بالوقود في العاصمة هونيارا حيث وصف مسؤول أميركي هذا الحادث بأنه «مؤسف».

واضطرت السفينة «أوليفر هنري» الأميركية، بتحويل مسارها إلى بابوا غينيا الجديدة للتزود بالوقود وإعادة الإمداد، وفقاً لمسؤولي خفر السواحل.

وكان التوتر ازداد في 24 مارس الماضي، عندما سرّبت الباحثة الأمنية النيوزيلندية، آنا باولز من «جامعة ماسي»، مسودة اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان مفادها بأن بكين ستسمح بإرسال قوات مسلحة إلى جزر سليمان لحماية الاستثمارات الصينية هناك، كما سيسمح للسفن الحربية الصينية بالرسو في الدولة حيث أدت أعمال الشغب المناهضة للحكومة في هونيارا إلى مقتل 3 أشخاص في نوفمبر 2021.

ونفى مسؤولون من كلا البلدين، أن الصين ستنشئ موقعاً عسكرياً على بعد 3066 كيلومتراً من غوام، وهي منطقة أميركية في المحيط الهادئ، لكن رغم هذا النفي، أعربت الولايات المتحدة بسرعة عن قلقها من أن الصين ستنشئ في النهاية قاعدة بحرية في جزر سليمان.

وتحتل جزر سليمان موقعاً استراتيجياً يجعل منها نقطة عبور لكثير من البضائع التي تتحرك في جميع أنحاء الجزء الجنوبي من المحيط الهادئ.

وعلى خلفية التوترات حول تايوان، أفادت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية نقلاً عن «مصادر مطلعة» بأن «إدارة الرئيس الأميركي ​جو بايدن​ تخطط لطلب 1.1 مليار دولار من ​الكونغرس​ لتمويل تزويد ​تايوان​ ب​الأسلحة​ بينها صواريخ ورادارات مراقبة».

وفي تحدّ لضغوط الصين، ذكرت الخارجية التايوانية أن حاكم ولاية أريزونا الجمهوري دوغ دوسي وصل إليها أمس، في زيارة تستغرق يومين.

إلى ذلك، أطلق الجيش التايواني، للمرة الأولى أمس، أعيرة تحذيرية على طائرة مسيرة صينية حلقت فوق جزيرة صغيرة يسيطر عليها بالقرب من الساحل الصيني. وتبادلت تايبيه وبكين تصريحات لاذعة بشأن سلسلة طلعات بمسيرات صينية فوق جزر كينمن وقام بعضها بمراقبة مواقع عسكرية متقدمة.

وتم تداول صور ومقاطع فيديو التقطتها هذه الطائرات للأرخبيل الواقع على بعد بضعة كيلومترات من مدينة شيامن الصينية، على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر في بعضها جنود تايوانيون يرشقون مسيّرة بالحجارة في محاولة لإبعادها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان إنها ليست «قضية تستحق كل هذا الجدل» لأن المسيرات «تحلق فوق الأراضي الصينية».

وأثار هذا الرد غضب تايبيه التي شبهت مضايقات الطائرات بسلوك «اللصوص». وقالت الخارجية التايوانية، إن «الذين يأتون من دون دعوة يطلق عليهم اسم لصوص سواء خلعوا الباب أو تجسسوا من الجو». وأضافت: «دائماً جعلت الحكومة التوسعية الاستبدادية للحزب الشيوعي الصيني من مضايقة البلدان الأخرى روتيناً يومياً، بالتالي فإنها تستحق عن جدارة لقب: مثير الشغب الإقليمي».