تايوان تتعهد بشن هجوم مضاد على الصين
بكين تلوح بتحرك ضد السفن العابرة للمضيق دون إذن
مع زيادة بكين أنشطتها العسكرية بالقرب منها، أعلنت تايوان، أمس، إنها ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها وشن «هجوم مضاد» إذا دخلت القوات الصينية أراضيها، مثيرة بذلك احتمال اثارت اضطرابات داخلية في البر الصيني، غداة اطلاق الجيش التايواني أعيرة تحذيرية باتجاه مسيّرة صينية.وأجرت بكين، التي تقول إن تايوان جزء من أراضيها، تدريبات عسكرية حول الجزيرة الشهر الماضي، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه.وقال مسؤولون في وزارة الدفاع في تايوان، إن الدوريات العسكرية الصينية «عالية الكثافة» قرب تايوان مستمرة، وإن نية بكين جعل مضيق تايوان الذي يفصل بين الجانبين «بحراً داخلياً» تابعاً لها من شأنه أن يكون المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.
وأعلن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات والتخطيط لين وين هوانغ، أمس، أنه «بالنسبة للطائرات والسفن التي دخلت مجالنا البحري والجوي البالغ 12 ميلاً بحرياً، سيمارس الجيش الوطني الحق في الدفاع عن النفس وشن هجوم مضاد من دون استثناء».من ناحيته، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع سون لي فانغ: «سنواصل الدفاع عن أمننا الوطني، متمسكين بشدة بالخط الفاصل، وسنبذل الغالي والنفيس لحماية منازلنا وأسرنا وسيادتنا».
مسيرة وطلقات تحذيرية
وكان قد تم رصد طائرات مسيرة صينية فوق جزيرة كينمن التايوانية. وحظى مقطع فيديو من الصين يظهر جنديين تايوانيين يحدقان في طائرة مسيّرة في الجو، بانتشار هائل. وقالت قيادة الدفاع في منطقة كينمن في وقت متأخر من أمس الأول، إنها أطلقت طلقات تحذيرية على طائرة مسيّرة عسكرية. وذكرت رئيسة تايوان تساي إنج- وين، أمس، في قاعدة جوية بمقاطعة بينجو النائية التايوانية، إنها أمرت الجيش باتخاذ التدابير الضرورية والقوية ضد الاستفزازات الصينية. وتبادلت تايبيه وبكين تصريحات لاذعة بشأن سلسلة الطلعات بالمسيرات فوق جزر كينمن التايوانية وقام بعضها بمراقبة مواقع عسكرية متقدمة.واقترحت تايوان هذا الشهر زيادة في الإنفاق الدفاعي تشمل أموالاً لطائرات مقاتلة جديدة بعد أسابيع شهدت تدريبات صينية تضمنت إطلاق صواريخ فوق عاصمتها تايبه.والقوات التايوانية مجهزة جيداً إلا أنه تجهيز ضئيل مقارنة بنظيره الصيني. وتشرف الرئيسة تساي إينج وين على برنامج تطوير كما جعلت زيادة الإنفاق الدفاعي إحدى أولوياتها.ولم تستبعد الصين استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها. وترفض تايبيه مطالب بكين بالسيادة عليها، قائلة إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط وإن شعب تايوان وحده هو الذي يملك حق تقرير مستقبله.تحرك في المضيق
وجدد المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان، في إفادة صحافية، التأكيد على موقف بكين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.وقال «أولا أريد أن أخبركم، تايوان إقليم صيني، ليس به ما يسمى بوزارة دفاع. سلطات تايوان تزيد التوترات وهذا لا معنى له». وفي نفس الإفادة، قال ما تشنغ كون مدير الأكاديمية العسكرية بجامعة الدفاع الوطني إن الصين قد تتحرك لرفض مرور السفن البحرية الأجنبية عبر المضيق دون إذن منها.وأضاف «بعد توطيد الوضع العسكري الجديد، سيزداد خطر الاصطدام إذا أصرت السفن البحرية الأجنبية على حقوق الملاحة وحرية الملاحة». وتبحر السفن الحربية الأميركية وتلك التابعة لدول حليفة مثل بريطانيا وكندا بشكل روتيني عبر المضيق في السنوات الماضية، بما في ذلك سفينتان حربيتان تابعتان للبحرية الأمريكية عبرتا المضيق الأسبوع الماضي.على صعيد متصل، وردّاً على دعوة المبعوث الأميركي الخاص المعني بتغير المناخ جون كيري الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أمس الأول، لاستئناف محادثات المناخ بين البلدين، اشترطت الصين على الولايات المتحدة أن تبدّد «الأثر السلبي» لزيارة بيلوسي إلى تايوان، قبل استئناف هذه المحادثات.وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان مكتوب «على الجانب الأميركي تبديد الأثر السلبي لهرولة بيلوسي إلى تايوان.. هذا شرط لا غنى عنه للتعاون الصيني الأميركي بشأن تغير المناخ».وكانت الصين علقت التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، منها محادثات المناخ والحوار بين كبار القادة العسكريين، وذلك ردا على زيارة بيلوسي للجزيرة.وفي المقابلة مع «فايننشال تايمز»، حث كيري الرئيس الصيني شي جينبينغ على استئناف المناقشات. وكان قال في وقت سابق هذا الشهر إن تعليق المحادثات الثنائية بشأن المناخ يعاقب العالم بأسره.كما ذكر كيري، وزير الخارجية الأميركي السابق وهو حاليا أكبر دبلوماسي معني بشؤون المناخ في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحيفة أنه يأمل في أن يتمكن البلدان من الحوار مجددا قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27) في نوفمبر في منتجع شرم الشيخ المصري. وأمس الأول، قالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان إن حاكم ولاية أريزونا الأميركية دوج دوسي بدأ زيارة للجزيرة. ودوسي، المنتمي للحزب الجمهوري، هو الأحدث في سلسلة مسؤولين أميركيين يزورون تايوان هذا الشهر في تحد لضغوط من الصين بخصوص تلك الزيارات.تقرير شينجيانغ
على صعيد آخر، ورغم الضغوط الكبيرة التي تمارسها الصين لمنع صدوره، أعلن الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس، أن المنظمة الدولية ستنشر تقريرها حول انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ الصيني.وبذلك، ستنفذ المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في اليوم الأخير من ولايتها، وعدها بنشر هذه الوثيقة المرتقبة قبل مغادرتها.