مشاركة قوية للصين والهند في «مناورات الشرق» الروسية
• ظهور «الناتو» بالبحر الأسود قد يفضي إلى حرب نووية
• ماكرون يدعو لمحاورة موسكو
رغم انتقادات من واشنطن تمسكت الهند بالمشاركة في مناورات «الشرق 2022» التي ستجري في روسيا، في وقت كشفت وسائل إعلام صينية أن بكين أرسلت بالفعل معدات عسكرية قوية ونوعية للمشاركة في التدريبات.
بعد أيام من إبداء الولايات المتحدة قلقها إزاء أي دولة تجري تدريبات مع روسيا الآن، أكدت وزارة الدفاع الهندية أمس، إن جنوداً من الجيش وصلوا إلى روسيا للمشاركة في مناورات «فوستوك (الشرق) 2022» التي ستجري في روسيا، وتستمر أسبوعاً.وقالت الحكومة الهندية، إن قواتها تشارك بانتظام في مناورات متعددة الأطراف في روسيا، إلى جانب عدد من الدول الأخرى. وذكرت وزارة الدفاع، في بيان، أن كتيبة من الجيش «وصلت إلى موقع التدريبات وستجري خلال الأيام السبعة المقبلة مناورات مشتركة تشمل تدريبات ميدانية مشتركة ومناقشات قتالية وتدريبات على القوة النارية».
وأعلنت موسكو في أواخر يوليو أنها ستجري مناورة «فوستوك»، شرقي البلاد، على الرغم من حربها المستمرة منذ ستة أشهر في أوكرانيا حيث تكبدت خسائر فادحة في القوات والعتاد. وتشارك أيضاً في المناورات كل من الصين وروسيا البيضاء ومنغوليا وطاجيكستان.وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير الثلاثاء الماضي، إن «الولايات المتحدة لديها مخاوف حيال أي دولة تمارس تدريبات مع روسيا بينما تشن حرباً وحشية غير مبررة على أوكرانيا». وموسكو هي أكبر مورد للمعدات العسكرية لنيودلهي. جاء ذلك، بينما كشفت وسائل إعلام صينية، أن بكين أرسلت أقوى معداتها العسكرية للمشاركة في «فوستوك 2022»، وأوضحت أن هذه الخطوة هي تأكيد على عمق التعاون العسكري الروسي الصيني.ونقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية الحكومية الناطقة بالإنكليزية عن محللين ومتابعين أن هذه الخطوة الصينية «قد تكون بمنزلة رادع للأفعال الخبيثة لبعض القوى الخارجية».وكشفت الصحيفة أن الصين أرسلت إلى المناورات على وجه الخصوص دبابات، ومركبات قتال مشاة، وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز Z-19 ومدمرة «نانتشانغ» من النوع 055 ومقاتلات J-10.وقالت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أمس الأول نقلاً عن مسؤولين صينيين أن أكثر من 2000 عسكري صيني، وأكثر من 300 مركبة، و21 طائرة عسكرية وطائرة هليكوبتر سيشاركون في المناورات. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام الصينية أن هذا العام، ولأول مرة، تشارك الصين بثلاثة أصناف من القوات في وقت واحد في هذا التدريب، وهي القوات البرية والبحرية والجوية.
حرب نووية!
في غضون ذلك، حذّرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، من أن «ظهور قوات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) جوا وبرا وفي البحر الأسود، قرب أوكرانيا أمر مختلف تماماً، وقد تدفع هذه الإجراءات روسيا إلى اتخاذ إجراءات تؤدي إلى مقتل أو إصابة أفراد عسكريين في الحلف، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى رد حلف شمال الأطلسي، ما قد يفضي إلى تزايد بدائرة التصعيد والتي قد تؤدي، في أسوأ الأحوال، إلى صراع نووي». ودعا مراقبون، بحسب المجلة، «إلى تجنب هذا السيناريو بأي ثمن، مشيرين إلى تنامي مشاركة الغرب في الصراع بأوكرانيا».قصف يوقف مفاعلاً
ميدانياً، أعلنت السلطات الأوكرانية وقف أحد المفاعلات في محطة زابوروجيا النووية «نتيجة لتجدد إطلاق قذائف الهاون من جانب قوات الاحتلال الروسي على المحطة». وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الذي يقود فريقاً مؤلفاً من 14 خبيراً وصلوا أمس، إلى المحطة التي تعتبر الأكبر في أوروبا، الإبقاء على المهمة في المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي، رغم الضربات. وترغب الوكالة الذرية في أن يكون لديها وجود «دائم» في هذه المحطة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا لتجنّب احتمال حصول كارثة نووية. ومنذ أسابيع، يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بتعريض المنشأة النووية الأكبر في أوروبا، للخطر.من ناحيته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الى أن «هناك من يريد إفشال مهمة بعثة الوكالة الذرية إلى زابوروجيا».وذكر لافروف متحدثاً في مناسبة بموسكو، «نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تكون هذه المحطة آمنة ولكي تنفذ البعثة هناك جميع خططها، ونأمل أن يتواصل العمل في المحطة بشكل آمن وألا تكون هناك كارثة نووية».كما حذر لافروف من أن أي أعمال تهدد قوة حفظ السلام الروسية في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا المتاخمة لأوكرانيا، ستعد هجوماً على روسيا نفسها. وتقع مولدوفا بين رومانيا وأوكرانيا، وهي دولة صغيرة حيث يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة.في غضون ذلك، يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في جنوب البلاد، خصوصاً حول خيرسون إحدى المدن الأوكرانية الكبرى التي سيطرت عليها روسيا. وأفادت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا، أن ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود يعمل بشكل اعتيادي، رغم الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف في جنوب البلاد.محاورة موسكو
على صعيد متصل، ورغم أنه أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تحدثوا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غزوه لأوكرانيا في 24 فبراير، في استراتيجية تعرّضت لانتقادات، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، إلى مواصلة الحوار مع روسيا، مؤكداً أنه «يجب أن نفترض أنه يمكننا دائماً مواصلة التحدث مع الجميع» خصوصاً «الذين لا نتفق معهم».وخلال اجتماعه مع سفراء بلاده في قصر الإليزيه، تساءل الرئيس الفرنسي: «من يريد أن تكون تركيا القوة الوحيدة في العالم التي تواصل الحديث مع روسيا؟».وتابع «لا ينبغي الاستسلام لأي شكل من أشكال المعنويات الخاطئة التي قد تجعلنا عاجزين» مشدداً على أن «مهنة الدبلوماسي هي التحدث مع الجميع وخصوصاً الناس الذين لا نتفق معهم».أضاف: «سنواصل فعل ذلك بالتنسيق مع حلفائنا»، مذكّراً بأن «انقسام أوروبا هو أحد أهداف حرب روسيا»على أوكرانيا معتبراً أن «وحدة الأوروبيين أساسية» في هذا الملفّ.وأضاف: «لا ينبغي أن نترك أوروبا تنقسم وهذا تحدٍ يوميّ».