تايوان تُسقط مسيّرة... والصين تناور في «الأصفر»
التقرير الأممي حول شينجيانغ يُغضِبُ بكين رغم تجنّبه «الإبادة»
بعدما تعهّدت الحكومة باتخاذ تدابير جديدة صارمة للتعامل مع الانتهاكات المتزايدة، أسقط الجيش التايواني للمرة الأولى طائرة مسيّرة مدنية مجهولة دخلت المجال الجوي قرب جزيرة متاخمة لساحل الصين أمس.وأفادت وزارة الدفاع، في بيان، بأن «القوات المتمركزة اتّبعت الإجراءات لتحذير الطائرة المسيّرة، لكن من دون جدوى. وأُسقطت الطائرة المسيّرة بنيران دفاعية».وحلّقت الطائرة فوق منطقة يخضع الدخل لها لقيود في «جزيرة الأسد» الصغيرة الواقعة بين الصين القارية وجزر كينمن التايوانية.
وهي المرة الأولى التي تُسقط فيها القوات التايوانية «مسيّرة»، في حين يبلغ التوتر بين بكين وتايبيه مستوى غير مسبوق منذ عقود.يُذكر أن تايوان شهدت عددا قياسيا من الطلعات الجوية العسكرية الصينية خلال أغسطس، حيث دخلت أكثر من 440 طائرة حربية صينية منطقة الدفاع الجوي التايواني.وفي ظل التوتر الذي تشهده العلاقات مع الولايات المتحدة، واصل الجيش الصيني مناوراته العسكرية بالذخيرة الحية في المياه الجنوبية للبحر الأصفر، خاصة بمجال الحروب البحرية.وأعلن الجيش الصيني أن المناورات التي انطلقت أمس وتستمر إلى 6 الجاري، ستجرى على مدى 12 ساعة يوميا، مشيرا إلى أنه تم حظر المرور عبر المناطق التي تشهد المناورات. وتتزامن مناورات البحر الأصفر مع تدريبات «فوستوك 2022» العسكرية التي أطلقتها روسيا، أمس، لمدة أسبوع بمشاركة نحو 50 ألف جندي من الصين والهند ولاوس ومنغوليا ونيكاراغوا وسورية.في غضون ذلك، أثار تقرير للأمم المتحدة تحدّث عن «جرائم ضد الإنسانية» محتملة في إقليم شينجيانغ الصيني و«أدلة جديرة بالثقة» على أعمال تعذيب وعنف جنسي ضد أقلية الأويغور المسلمة، غضب الصين التي وصفته بأنه «مزيج من المعلومات المضللة» و«أكاذيب».ومن دون أي إشارة إلى كلمة «إبادة»، ذكر التقرير الذي نُشر مساء أمس الأول، بأقلّ من 50 صفحة، أن «حجم الاعتقال التعسفي والتمييزي لأفراد من الأويغور وغيرهم من المجموعات ذات الغالبية المسلمة يمكن أن يشكّل جرائم دولية، وخصوصا جرائم ضد الإنسانية».ونفذت ميشيل باشليه في اليوم الأخير من ولايتها، والتي استمرت 4 سنوات على رأس المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وعدها بنشر الوثيقة قبيل منتصف الليل في جنيف.ومع أنه لا يكشف أي معلومات أحدث مما هو معروف أساسًا عن الوضع في شينجيانغ، يحمل التقرير ختم الأمم المتحدة للاتهامات الموجهة منذ فترة طويلة ضد السلطات الصينية.وإثر نشر التقرير، نفت باشليه الاتّهامات التي وجّهت إليها بالتساهل مع بكين في ملف حقوق الإنسان.وقالت الرئيسة التشيلية السابقة والمفوضة السابقة إن «الحوار مع بكين ومحاولة الفهم بشكل أفضل لا يعنيان أننا متساهلون، أو أننا نغضّ النظر أو أنّنا نغلق أعيننا، أو حتى أنه لا يمكننا أن نتحدث بصراحة».وردّت بكين عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين على التقرير، أمس، معتبراً أنه «مزيج من المعلومات المضللة وأكاذيب يستخدمها الغرب استراتيجيا ضد الصين»، متهماً مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بأنه «أصبح بلطجياً متواطئاً مع الولايات المتحدة والغرب ضد الغالبية العظمى من الدول النامية».