أثارت المحاولة الفاشلة لاغتيال نائبة الرئيس الأرجنتيني كريستينا كيرشنر الرئيسة البيرونية اليسارية السابقة الخميس الماضي، في وقت تشهد الأرجنتين استقطاباً مريراً، بعد سنوات من الأزمة السياسية والصراع السياسي الداخلي صدمة وتظاهرات وسط موجة تنديد دولية ودعوات الى التهدئة السياسية.

وكتب على لافتات رفعت في بوينوس آيرس، حيث نظمت أكبر تظاهرة في العاصمة منذ فترة طويلة، «كفى كراهية»، فيما أعلن الرئيس ألبرتو فرنانديز «يوم عطلة» واصفاً الاعتداء على رئيسة سابقة بأنه «عمل خطير جداً».

Ad

وفي بوينوس آيرس، غصت ساحة بلازا دو مايو التي تشهد تاريخياً على فرح وغضب الأرجنتينيين، بحشد كبير بدعوة من الائتلاف الحاكم وحركات موالية له. ومساء الخميس، صوّب رجل مسدسه على رأس نائبة كيرشنر، من دون أن يُطلق الرصاص، بينما كانت تتحدث إلى مؤيدين لها أمام منزلها في حي ريكوليتا. وعلى الفور تم اعتقال المسلّح، وهو فرناندو أندريه ساباغ مونتييل (35 عاماً) ويحمل الجنسية البرازيلية، لكنه من أم أرجنتينية وأب تشيلي، ويقيم في الأرجنتين منذ 1993، واعتقل في 2021 لحمله سكيناً.

ورفض المتهم الرد على أسئلة القاضية والمدعي العام المكلف بالقضية بحسب مصادر قضائية نقلتها الصحف المحلية. وسبق أن خضع لفحوصات نفسية خلصت إلى أنه يمكن محاكمته.

وعلى حسابه على «إنستغرام»، يظهر مونتييل بمظاهر متعددة متغيرة والعديد من الأوشام بما في ذلك الشمس السوداء المرتبطة عموماً بالمجموعات النازية.

وعبّر زعيم المعارضة اليمينية وخليفة كيرشنر في الرئاسة ماوريسيو ماكري (2015-2019) عن «إدانته المطلقة للهجوم الذي لم يكن له لحسن الحظ عواقب على نائبة الرئيس».

وتبقى كيرشنر رئيسة مجلس الشيوخ، بعد 7 سنوات على مغادرتها الرئاسة، شخصية فاعلة مهمة على الساحة السياسية في البلاد قبل سنة من انتخابات رئاسية لم تعلن بعد نواياها بشأنها.

ومنذ 11 يوماً، تواجه نائبة الرئيس احتمال دخول السجن مدة 12 عاما وحرمانها من أهلية لترشح للانتخابات مدى الحياة كما طلب الادعاء، في إطار محاكمة بتهمة الفساد، في قضية مناقصات في معقلها في سانتا كروز خلال ولايتيها الرئاسيتين (2007-2015).

لكن يبدو أن كيرشنر تملك زمام المبادرة بعدما وحّدت حول مصيرها صفوف الكتلة الحكومية المنقسمة أساساً بشأن الاقتصاد، تاركة الصحافة تلهث وراء تحركاتها، وزارعة الشقاق في المعارضة حول الاستراتيجية المناسبة. وقدمت نفسها على أنها ضحية «محاكمة سياسية من قبل قضاء تستخدمه المعارضة اليمينية أداة» على حد قولها. وهي أكدت لمؤيدين لها أتوا لدعمها أمام منزلها أن هذه المعارضة تريد «إبادة البيرونية».

وفي الخارج، قال الرئيس التشيلي غابريال بوريك: «محاولة اغتيال كيرشنر تستحق رفض وإدانة القارة بأكملها». من جهته أعلن الرئيس السابق والمرشح اليساري لرئاسة البرازيل لويز إيناسيو لولا داسيلفا «كل تضامني مع الرفيقة كريستينا ضحية مجرم فاشي لا يعرف كيف يحترم الاختلافات والتنوع».أضاف: «أعتقد أن علينا جميعا، نحن السياسيين، الاستعداد لمواجهة مناخ من العنف وأن نكون على دراية بالعنف الذي يثيره أولئك الذين لا يعرفون كيف يعيشون بطريقة ديموقراطية».

وأجبرت محاولة الاغتيال المرشحين الرئيسيين، دا سيلفا والرئيس اليميني المتطرّف المنتهى ولايته جايير بولسونارو، في انتخابات الرئاسة بالبرازيل على إعادة تقييم ترتيباتهم الأمنية قبل الانتخابات التي تجري في 2 من أكتوبر المقبل.