الولايات المتحدة تحارب التضخم عبر استذكار التاريخ
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
لكن ذكر باول في خطابه أن الواقع مختلف جداً اليوم، إذ يجذب التضخم في الوقت الراهن انتباه الجميع، ومن خلال الاعتراف بهذه الحقيقة، حقق باول هدفاً مقصوداً واحداً على الأقل، فوجّه رسالة مفادها أن الاحتياطي الفدرالي يواكب المستجدات، مما يعني أن يتابع رفع أسعار الفائدة على دفعات كبيرة وغير مألوفة تتراوح بين 50 و75 نقطة أساس، إلى أن يصبح التضخم تحت السيطرة، ورداً على هذه التدابير، سجلت أسواق الأسهم الأميركية أسوأ يوم لها منذ أشهر، فتراجع مؤشر «ناسداك 100» بنسبة 4%.هذه التطورات زادت التوقعات حول حصول ركود حتمي، لكن إلى أي حد سيسوء الوضع المرتقب؟ أكد باول أن الهدف الفعلي من تشديد التدابير العاجلة التي فرضها الاحتياطي الفدرالي يتعلق بتجنب الضغط المطوّل الذي اضطر فولكر لفرضه على الاقتصاد الأميركي خلال الثمانينيات، ففي النهاية، لا أحد يصدّق أن الضغوط التضخمية في عام 2022 تقترب ولو بدرجة بسيطة من التدابير الصارمة التي اضطر فولكر للتعامل معها عام 1979، وفي تلك الفترة، بدأت الثقة بالدولار تنهار، أما اليوم، فلا تزال الثقة بهذه العملة كبيرة، بعبارة أخرى، يتلاشى احتمال أن ينشأ تضخم جامح بما يشبه فترة السبعينيات، أو أن يحصل هبوط حاد على طريقة الثمانينيات في عام 2022. قد تكون النبرة المستعملة في مؤتمر «جاكسون هول» جدّية لأقصى الدرجات، وقد اختار باول كلماته بعناية واضحة، لكن من خلال مواجهة ارتفاع الأسعار اليوم عبر استذكار «التضخم العظيم» في السبعينيات، يصعب ألا نلاحظ أننا أمام مسرحية تاريخية صامتة حيث يقدم الممثلون أدواراً مألوفة ويستعملون إيماءات مبالغاً فيها بدل تقديم أداء واقعي، وحيث يعرف الجمهور مسبقاً اللحظات التي تستحق الهتاف أو الاستهجان، لكن قد يجازف هذا الاستعراض بخسارة عشرات ملايين الوظائف ويُهدد مصير الاقتصاد العالمي كله.* آدم توز