في أقوى موقف مؤيد لروسيا منذ غزوها لجارتها أوكرانيا وفي إطار تعزيز علاقاتهما في السنوات الأخيرة وتكثيفهما التعاون في إطار ما تسميانه علاقة «بلا حدود»، لتكون ثقلاً موازناً للهيمنة العالمية للولايات المتحدة، يزور كبير المشرعين الصينيين لي تشانشو موسكو هذا الأسبوع، في أول زيارة من نوعها لمسؤول سياسي في الحزب الشيوعي.

وذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا)، أمس، أن لي الذي يعد المسؤول الثالث في هرم السلطة الصينية، سيزور روسيا ومنغوليا ونيبال وكوريا الجنوبية من الأربعاء حتى 17 سبتمبر، مضيفة أنه سيحضر المنتدى الاقتصادي الشرقي المقرر عقده على مدى 4 أيام اعتباراً من اليوم، في مدينة فلاديفوستوك أقصى شرق روسيا. ومع تصاعد حرب الطاقة بين روسيا والغرب، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أمس، أن الكرملين يلقي باللوم على الاتحاد الأوروبي، في وقف شحنات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم1».

Ad

وفي حديثه في بث تلفزيوني، ذكر السكرتير الصحافي للكرملين، دميتري بيسكوف «إذا اتخذ الأوروبيون قراراً سخيفاً تماماً، حيث يرفضون الحفاظ على أنظمتهم، أو بالأحرى، أنظمة تابعة لشركة غازبروم، فهذا ليس خطأ الشركة، بل خطأ السياسيين، الذين اتخذوا قراراً بشأن العقوبات».

وأضاف بيسكوف أن الأوروبيين ملزمون تعاقدياً بالحفاظ على أنظمة شركة الطاقة الروسية العملاقة.

من ناحيته، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من «ضربة روسية حاسمة في الشتاء» بهدف زيادة الضغط على إمدادات الغاز إلى أوروبا، فيما قال الاتحاد الأوروبي، إن دوله اتخذت إجراءات طارئة للحيلولة دون أزمة غاز خلال الشتاء المقبل. ودعا الرئيس الأوكراني في رسالته اليومية بالفيديو، إلى تغليظ العقوبات الغربية على روسيا لحرمانها من عائدات المحروقات، مضيفاً أن «موسكو تحاول زيادة الضغط على أوروبا عبر وقف ضخ الغاز بواسطة خط نورد ستريم 1 لإضعاف وترهيب الدول في أوروبا».

وأثار إغلاق عملاق الغاز الروسي «غاز بروم» خط غاز «نورد ستريم 1» الجمعة، وإلى أجل غير مسمى تساؤلات بشأن الطرق البديلة أمام أوروبا لتجاوز أي نقص في إمدادات الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.

ويقول بعض المحللين، إن نقص الإمدادات وارتفاع تكاليف المعيشة مع اقتراب فصل الشتاء يهدد بتقليص الدعم الغربي لكييف، بينما تحاول الحكومات التعامل مع السكان الذين يشعرون بالغضب.

وأعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو في مقابلة مع «الجزيرة»، إن دول الاتحاد الأوروبي ستواجه صعوبات في الشتاء المقبل، لكنها بالمقابل اتخذت إجراءات طارئة، والخيارات التي أمامها واضحة جداً.

وقال مسؤول في الحكومة القطرية، أمس، إن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال سيجري محادثات في الدوحة حول أزمة الطاقة في أوروبا خلال زيارته التي تبدأ غداً.

وتتفاوض «شركة قطر للطاقة» المملوكة للدولة، وهي أحد أكبر مُصدري الغاز الطبيعي في العالم، مع العديد من المشترين الأوروبيين منذ شهور، لكن لم يتم الإعلان عن صفقات جديدة.

وفي المانيا، أقر الائتلاف الحاكم بألمانيا حزمة ثالثة لتخفيف العبء عن المواطنين في ظل زيادة التضخم، بقيمة إجمالية تزيد على 65 مليار يورو، بحسب وثيقة القرار الخاصة بلجنة الائتلاف الحاكم، بينما حث عمدة لندن صادق خان الحكومة البريطانية على تخصيص «حزمة من الدعم على غرار جائحة كورونا» لمعالجة التفاوتات المالية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة بالمملكة المتحدة.

وفي إيطاليا، أثار ماتيو سالفيني زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف الإيطالي جدلاً، بتشكيكه بفعالية العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.

وقال لاذاعة «آر تي إل»، أمس، «نطلب من أوروبا، كما في حالة جائحة كورونا، وضع درع لتغطية الفواتير التي تدفعها العائلات إضافية، وإلا فإننا نجازف بمليون وظيفة في سبتمبر». وتابع: «مرت أشهر عدة، وتضاعفت فواتير الغاز أعلى بمرّتين أو حتى بـ 4 مرّات وبعد 7 أشهر لا تزال الحرب متواصلة وخزائن الاتحاد الروسي تمتلئ بالمال، بينما الذين فرضوا العقوبات راكعون».

واعتبر إنريكو ليتا، زعيم «الحزب الديموقراطي»، أحد خصومه الرئيسيين في الحملة الجارية حاليا للانتخابات التشريعية المقررة في 25 سبتمبر، تصريحات سالفيني بأنها «غير مسؤولة وقد تلحق أضراراً جسيمة بإيطاليا ومصداقيتنا ودورنا في أوروبا»، مضيفاً: «أعتقد أنّ بوتين لما كان قال ذلك بشكل أفضل».

من جهتها قالت وزيرة الجنوب مارا كارفانيا: «عندما أسمع سالفيني يتحدث عن العقوبات، أشعر بأنني أستمع إلى دعاية بوتين».