أسدل العراق الستار عن الجلسة الثانية للحوار الوطني التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي لمناقشة التطورات السياسية بمشاركة رئيسي الجمهورية برهم صالح ومجلس النواب محمد الحلبوسي وقادة الكتل السياسية وغياب التيار الصدري وحضور ممثلة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت.

وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي، أن الجلسة خلصت إلى الاتفاق على 6 توصيات، موضحاً أن المجتمعين أكدوا أن تطورات الأوضاع السياسية وما آلت إليه من خلافات تحمّل الجميع المسؤولية الوطنية في حفظ الاستقرار، وحماية البلد من الأزمات، ودعم جهود التهدئة، ومنع التصعيد والعنف، وتبني الحوار الوطني للتوصل إلى حلول، مشددين على ضرورة استمرار جلسات الحوار الوطني.

Ad

وقرر المجتمعون تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية «لتنضيج» الرؤى والأفكار المشتركة حول خريطة الطريق للحل الوطني، وتقريب وجهات النظر بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة، وتحقيق متطلباتها بمراجعة قانون الانتخابات، وإعادة النظر في المفوضية.

واتفق المجتمعون على تفعيل المؤسسات، والاستحقاقات الدستورية ودعوة التيار الصدري للمشاركة في الاجتماعات الفنية والسياسية، ومناقشة كل القضايا الخلافية، والتوصل إلى حلول لها.

وأكد المجتمعون ضرورة تنقية الأجواء بين القوى الوطنية ومن ضمن ذلك منع كل أشكال التصعيد، ورفض الخطابات التي تصدر أو تتسرب وتسبب ضرراً بالعلاقات الأخوية التاريخية، ومعالجتها من خلال السبل القانونية المتاحة، وبما يحفظ كرامة الشعب العراقي، ومشاعره، واستحقاقاته، واحترام الاعتبارات الدينية، والسياسية، والاجتماعية.

وشدد المجتمعون على ضرورة تحقيق الإصلاح في بنية الدولة العراقية، وتثمين المطالب بمعالجة أي اختلال في أطر العمل السياسي أو الإداري من خلال التشريعات اللازمة، والبرامج الحكومية الفعالة، وبتعاون كل القوى السياسية، وبدعم من شعبنا العزيز، ومن ضمن ذلك مناقشة أسس التعديلات الدستورية، والتمسك بالخيارات الدستورية في كل مراحل الحوار والحل.

شرقية وغربية

وقبل الاجتماع، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى الاستمرار في الإصلاح، قائلاً: «أنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون». وكتب الصدر، في تغريدة، «استمروا على الإصلاح مهما حدث ، فأنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون ولن يحكم فينا ابن الدعي كائناً من كان».

وأضاف الصدر: «فيا ربي هيئ لنا من أمرنا رشدا، أنت إلهي وسيدي ومولاي أغفر لأوليائنا وكف عنا أعداءنا واشغلهم عن أذانا وأظهر كلمة الحق: الإصلاح واجعلها العليا وادحض كلمة الباطل: الفساد واجعلها السفلى إنك على كل شيء قدير».

تحذير أميركي

وبعد سلسلة اجتماعات مع صالح والكاظمي والحلبوسي، حذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف أمس، أن المشهد السياسي «على حافة الهاوية»، مؤكدة أن واشنطن لن تفضل شخصاً على آخر في العراق.

وقالت باربارا ليف، خلال طاولة مستديرة بحضور عدد من وسائل الإعلام، «وجودي في العراق حالياً جاء لنقل رسالة من إدرة الرئيس جو بايدن أن استقرار العراق وأمنه من أولوياتها والصراع السياسي لا يحل إلا عبر الحوار»، مشيرة الى أن «استضافة الكاظمي للقوى السياسية تعد مساراً صحيحاً وعلى القادة استثماره والسيد مقتدى الصدر لديه أتباع وجمهور كبير، وصوته مع القيادات الأخرى يجب أن يُسمع».

ولفتت إلى أن «الولايات المتحدة لا تسعى لفرض إرادتها على أي طرف عراقي، ولا تفضل شخصاً على آخر، ولا يجب عليها أو حتى إيران فرض الحل أو التدخل في العراق ودول بالمنطقة». وزادت: «نريد أن نرى دولة عراقية ذات سيادة للعب دورها المحوري بالمنطقة».

بريطانيا وتركيا

ميدانياً، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس أن مسيرات «أم كيو-9 ريبر» البريطانية قامت منذ عام 2014 ولغاية الآن بـ4857 مهمة فوق العراق وسورية، ونفذت ضربات قتلت وأصابت 1413 مسلحاً من تنظيم داعش.

وتتسلح «أم كيو-9 ريبر» بصواريخ موجهة بالليزر وأخرى جو- أرض نوع «هيلفاير» ويتم توجيهها من قاعدة لينكولنشاير في وادينغتون في بريطانيا، ومن الولايات المتحدة أيضاً.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحطم إحدى مروحياتها أثناء هبوط اضطراري خلال عملية عسكرية في كردستان، في وقت زعم فيه حزب العمال الكردستاني أنه أسقط مروحية سيكور سكاي في منطقة الزاب.