مقتل ناشط في «الجهاد» بـ «الضفة» وإسرائيل تقر ضمناً بـ «إعدام» أبوعاقلة

السيسي يستقبل عباس وسط توتر إسرائيلي - مصري

نشر في 06-09-2022
آخر تحديث 06-09-2022 | 00:00
فلسطينيات في منزل الزقارنة بالقباطية أمس  (أ ف ب)
فلسطينيات في منزل الزقارنة بالقباطية أمس (أ ف ب)
وسط تقديرات عبرية تشير إلى اندلاع «انتفاضة فلسطينية من نوع جديد»، مع تواصل موجة عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة خلال الأشهر الأخيرة، قُتل شاب فلسطيني، يدعى طاهر زكارنة، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة إثر اقتحام سلطات الاحتلال بلدة قباطية بمدينة جنين أمس.

وتسبب الاشتباكات بين مسلحين فلسطيين والقوات الإسرائيلية في إصابة شاب آخر بالرصاص. وأفاد الجيش الإسرائيلي باعتقال 17 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية ضمن حملة قال إنها تستهدف «مَن يخططون لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية».

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أن زكارنة ينتمي لصفوفها، مشيرة إلى أنه أسير محرر، حيث أفرجت عنه إسرائيل العام الماضي.

وفي وقت سابق، ذكر متحدث باسم الجيش أن 4 جنود أصيبوا ليل الأحد ـ الاثنين، بجروح طفيفة بعد إطلاق النار عليهم من بندقية صيد بمحيط قرية النبي صالح قرب مدينة رام الله.

وقال المتحدث إنه «تم تقديم العلاج للمصابين في مكان الحادث. وساد الاعتقاد في البداية بأنهم أصيبوا بعبوة ناسفة ألقيت عليهم».

وجاءت التطورات بعد ساعات من إطلاق نار استهدف حافلة تقل جنودا إسرائيليين قرب غور الأردن بالضفة الغربية، مما أدى إلى إصابة 5 من الجنود؛ أحدهم بجراح خطيرة. واعتقل الفلسطينيان المشتبه بتنفيذهما العملية.

في المقابل، قال المتحدث باسم «حماس»، عبداللطيف القانو، معلّقاً على الهجوم، إن «تصعيد عمليات المقاومة اليوم في الضفة الغربية، وآخرها في رام الله، يؤكد أن شعبنا المتمرد في الضفة انطلق في مرحلة جديدة من مواجهة إسرائيل ومواجهة جرائمها بحق أهلنا والمسجد الأقصى، وأن المواجهات والعمليات ستتوسع وتنتقل إلى مختلف المناطق».

في سياق آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى، أمس، بوجود «احتمال كبير» بمسؤولية أحد جنوده عن مقتل شيرين أبوعاقلة، الصحافية الفلسطينية الأميركية في قناة «الجزيرة»، أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في جنين في مايو الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: «يبدو أنه من وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، أطلع الصحافيين على نتائج تحقيق الجيش قبل نشر البيان، إن جنود الجيش الإسرائيلي لم يكن يعلموا أنهم كانوا يطلقون النار على الصحافيين.

ولدى سؤاله عن التحقيقات الصحافية، بما في ذلك تحقيق شبكة CNN، التي لم تتوصل إلى وجود مسلحين بالقرب من أبوعاقلة عندما قتلت، قال المسؤول الإسرائيلي: «حسب تقديرنا كان هناك مسلحون في محيط السيدة أبوعاقلة. ربما لم يكونوا على بعد متر واحد منها، ولكنهم كانوا في تلك المنطقة».

وأضاف: «عندما اتخذ الجندي هذا القرار كان قرارا سريعا». وتابع بالقول: «الجندي لم يقصد إصابة صحافي من قناة الجزيرة أو صحافي من أي شبكة أخرى».

واستكمل المسؤول بالجيش الإسرائيلي حديثه قائلا إن «الجندي آسف، وأنا آسف. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا ولا ينبغي أن يحدث. لم يفعل ذلك عن قصد». دون أن يذكر اسم الجندي. في هذه الأثناء، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة حيث من المقرر أن يعقد اليوم قمه مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي لمناقشة آخر المستجدات وسبل دعم القضية الفلسطينية. وتأتي زيارة عباس وسط توتر بين القاهرة وتل أبيب بسبب اتهامات مصرية للجانب الإسرائيلي بعدم التعامل بجدية مع مطالب الوساطة المصرية لتكريس هدنة طويلة الأمد في القطاع للبدء في إعادة الإعمار، والمماطلة الإسرائيلية في الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين.

وكشفت مواقع إخبارية إسرائيلية، عن زيارة سرية لوفد أمني إسرائيلي بقيادة السكرتير العسكري لرئيس الوزراء إلى القاهرة قبل أيام، بهدف تخفيف حدة التوتر. وقال مصدر مصري مطلع لـ «الجريدة»، إن خطوة إطلاق سراح المعتقل الفلسطيني خليل عواودة تأتي في إطار التهدئة من جانب إسرائيل مع الجانب المصري.

في غضون ذلك، أرجأت إسرائيل، حتى أكتوبر المقبل، الإجراءات الجديدة المتعلقة بتأشيرات الدخول إلى الضفة الغربية المحتلة، وألغت جانبين مثيرين للجدل يتعلقان بزواج الفلسطينيين من الأجانب. ونصّت إجراءات معدلة تم نشرها، ليل الأحد ـ الاثنين، على أن «يُخطر حاملو جوازات السفر الأجنبية، السلطات الإسرائيلية في غضون 30 يوما من بدء علاقة مع شخص في الضفة الغربية». وتشير التعديلات إلى إلغاء فقرة كانت تطالب بـ «إرسال بريد إلكتروني بشأن العلاقات الجديدة» إلى الوحدة الإسرائيلية المسؤولة عن منح تصاريح الدخول.

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، أمس، بفرض إسرائيل قيود على دخول حملة الجوازات الأجنبية إلى الأراضي الفلسطينية ابتداء من الشهر المقبل. ووصف هذه القيود بأنها «عنصرية وتهدف إلى التضييق على الفلسطينيين من حملة الجنسيات الدولية، وخاصة الأميركية والأوروبية وعلى المتضامنين مع فلسطين».

back to top