نعم ولا و... «النّعم»
الفلتر الانتخابي الفعال يبدأ بإجابة ثلاثة أسئلة: لو تقدم المرشح طالباً القرب منك فهل ستزوجه وتأتمنه على أهلك؟ ولو طلب منك أن تعطيه كل رصيدك أو تسجل البيت باسمه لمدة 24 ساعة مع وعده بإرجاعه لك فهل تقبل ذلك؟ وهل ترى فيه القدرة على التعاطي مع العمل السياسي كما يجب؟
مراحل فلترة الصوت في هذه الانتخابات لا تختلف عن منهجية الفلترة العادية، ملخصها مرشحات متعددة يدخل منها المطلوب فلترته ليخرج منها نظيفا كما ولدته طبيعته وجاهزا للاستخدام، والفلتر الانتخابي الفعال هنا حسب ما أراه يجب أن يتكون من ثلاث مراحل مهمة، لا بد أن تبدأ من جواب أسئلة ثلاثة هي كالتالي:1- لو تقدم هذا المرشح لك طالباً القرب منك فهل ستزوجه وتأتمنه على أهلك؟إذا كان الجواب (نعم) فأنت تجاوزت ثلث الطريق، وإن كان (لا) فكيف تأمن مثله على صرحك الديموقراطي الأول وعلى مستقبلك ومستقبل أولادك؟
وبعد تجاوز هذا السؤال نأتي للسؤال الثاني:2- لو طلب منك هذا المرشح أن تعطيه كل رصيدك أو تسجل البيت باسمه لمدة 24 ساعة مع وعده بإرجاعه لك فهل تقبل ذلك؟ - إذا كان الجواب (نعم)، فلا بد أنك استندت إلى تجارب سابقة جرت معك شخصيا لم تسمعها من فلان أو علان، أو أحاديث الدواوين والسوشيال ميديا، وهذا الأمر يؤهله للثقة، فاختيارك جيد ولم تخدع نفسك ولا وطنك، وإذا كان الجواب (لا) فكيف تسلمه مفتاح المال العام وحقوق أجيالك القادمة. - وبعد تجاوز السؤال الثاني يبقى السؤال الثالث وهو الأصعب وبدونه لا فائدة من أي فلترة أو جواب وهذا السؤال كالتالي: 3- هل ترى في هذا المرشح القدرة على التعاطي مع العمل السياسي كما يجب؟ بمعنى هل تراه رجل دولة وسياسة، وتذكّر قد يكون جواب السؤالين السابقين (نعم) وهو كذلك «والنعم» كإنسان، ولكن العمل السياسي يحتاج لأكثر من ذلك، فهو يحتاج لرجل يعرف متى يتحرك ومتى يقف ومتى يكون صلباً كالصخر أمام معاول هدم الثوابت الدستورية، ومتى يكون كالخيزران يميل بعقلانية الممكن أمام عواصف الاستحقاقات الوجودية والموازنات والضرورات التي تبيح المحظورات، ويحتاج لنائب يمتلك خطة واضحة وبرنامجاً أوضح وقدرة تامة على الإنجاز بدون تسويف بأدوات مناسبة وواقعية وتوقيت محدد ومسؤولية أمام النجاح والفشل، فهل ما ستعطيه الصوت قادر على ذلك أم لا؟- إذا كان الجواب (لا) فانسَ كل ما سبق، وارمِ الفلتر في أقرب حاوية، أو زوّجه ابنتك أو أختك، وبالمبارك مقدما وبالرفاء والبنين، أو أقرضه المبلغ الذي تريد ويريده، فهذا حلالك أو سجّل البيت باسمه براحتك وللوقت الذي يطلبه، وفكنا من شرك وشره، ولا تدخل مثله مصنع تشريعاتنا ورقابتنا الأول، فميدان السياسة لا يصلح له، وليرحل تحفه و«النعم» و«مع السلامة». (ولو كل و«النّعم» ألقمتها صوتاً لصار كرسي المجلس مثقالاً بدينار) مع الاعتذار للشاعر.