بايدن يرفض تصنيف روسيا «راعية للإرهاب»
● موسكو تتهم واشنطن بدفع الأوروبيين نحو الانتحار في أزمة الغاز
● انتقادات فرنسية لأنقرة
رغم الضغوط التي تمارس عليه داخلياً وخارجياً، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن، فكرة تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب، في حين أفادت تقارير إعلامية بأن موسكو بدأت تستعين بأسلحة من كوريا الشمالية، متهمة في الوقت نفسه الدول الغربية بشن «حرب شاملة» عليها.
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، أنه لا ينبغي تصنيف روسيا على أنها دولة راعية للإرهاب، وهي تسمية سعت أوكرانيا من أجلها في خضم الغزو الروسي المستمرّ، بينما حذّرت موسكو من أن هذا التصنيف سيؤدي إلى انهيار العلاقات الأميركية - الروسية.وظهر بايدن في مقطع فيديو وهو يدخل إلى البيت الأبيض، أمس الأول، وقامت إحدى الصحافيات بطرح سؤال عليه حول تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب.وقالت الصحافية: «سيدي الرئيس، هل يجب تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب؟»، وأجاب بايدن قائلا: «لا»، قبل أن يواصل طريقه.
وكانت قضية تصنيف موسكو كدولة راعية للإرهاب من أبرز مطالب أوكرانيا منذ الغزو الروسي لأراضيها في 24 فبراير.كما ضغط بعض النواب الأميركيين من أجل منح روسيا هذا التصنيف.وحذرت روسيا، أنه في حال أقدمت واشنطن على إعلانها دولة «راعية للإرهاب»، فإن ذلك قد يؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها.من ناحية أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن حرباً شاملة هجينة قد أُعلنت ضد روسيا. وأضاف: «لا يمكن التقليل من خطورة الفترة الحالية. لقد تم بالفعل الإعلان عن حرب شاملة علينا. يتم شنها بأشكال مختلفة، في جميع المجالات. درجة غضب خصومنا وأعدائنا هائلة، وغير عادية».
أزمة الغاز
وبينما تواجه أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الغاز على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الطاقة، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الولايات المتحدة هي من آثار أزمة إمدادات الغاز في أوروبا من خلال دفع الزعماء الأوروبيين نحو خطوة «انتحارية» بوقف التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة مع موسكو.وفي نهج مطابق لذاك الذي يتبناه الكرملين، ألقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، باللوم في أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا على العقوبات المفروضة على روسيا رداً على غزوها أوكرانيا.وقال للصحافيين قبل مغادرته للقيام بجولة في 3 دول في البلقان، إن «البلدان الأوروبية حصدت ما زرعته عبر فرضها قيوداً اقتصادية على روسيا». وأضاف: «يستخدم بوتين كل وسائله وأسلحته. للأسف، الغاز الطبيعي أحدها».جاء ذلك فيما اختتمت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا زيارتها لأنقرة التي وصلتها أمس الأول، وأكدت خلالها أهمية «عدم تحايل» الشركات التركية على العقوبات الغربية على روسيا بعد أن قالت الولايات المتحدة، إن شركات تركية تواجه خطر التعرض لعقوبات. وقالت كولونا: «تبنّت أوروبا وأميركا وحلفاء وشركاء آخرون عقوبات، لكن آخرين لم يتبنوا سياسة العقوبات، وعلى سبيل المثال تركيا، ومن المهم ألا تكون هذه الدول منصة للالتفاف على العقوبات». واشترت شركات تركية أصولاً روسية أو سعت إلى شرائها من شركاء غربيين ينسحبون، بينما تحتفظ أخرى بأصول رئيسية في روسيا.«زابوريجيا» وذخائر كورية
ميدانياً، وفي وقت يُتوقّع أن تُصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً مرتقباً حول وضع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلها موسكو منذ أشهر، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات، أمس، بالدخول في مجازفة محفوفة بالمخاطر عبر قصف المحطة النووية الأكبر في أوروبا. وفي أعقاب تقارير أفادت بأن الجيش الروسي بدأ في استخدام طائرات مُسيرة إيرانية الصنع، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الاستخبارات الأميركية أن موسكو ستشتري ذخيرة مدفعية من كوريا الشمالية.وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية للصحيفة، إن عمليات الشراء أظهرت أن العقوبات بدأت في التأثير على قدرة روسيا على الاستمرار في اجتياحها لأوكرانيا.مناورات الشرق
وفيما تسعى موسكو لتعزيز شراكاتها في آسيا بمواجهة العقوبات الغربية، حضر، أمس، الرئيس فلاديمير بوتين مناورات «فوستوك 2022» (مناورات الشرق) العسكرية واسعة النطاق، التي تجري في مواقع تدريبية في الشرق الأقصى الروسي وفي البحر قبالة ساحل روسيا الشرقي منذ الأول من هذا الشهر وتنتهي اليوم، وتشارك فيها بلدان مجاورة لروسيا إضافة إلى الجزائر وسورية والهند والصين.وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن بوتين عقد اجتماعاً مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في ميدان سيرغيفسكي العسكري. وظهر بوتين مبتسماً وهو يمازح وزير دفاعه ويرتديان سترات عسكرية ويتبادلان النكات.وتقول موسكو أن أكثر من 50 ألف جندي و5 آلاف وحدة من المعدات العسكرية بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة شاركوا في التدريب.وستستمر زيارة بوتين إلى الشرق الأقصى الروسي لغاية اليوم، في مدينة فلاديفوستوك الساحلية حيث سيلقي خطاباً أمام «منتدى الاقتصاد الشرقي» الذي يشارك أكثر من 5 آلاف شخص في المنتدى الذي انطلق الاثنين بحضور وفد صيني يعد أكبر وفد مشارك في المناسبة برئاسة لي جانشو الذي يعد الشخصية الثالثة في هرم السلطة في الحكومة الصينية.وأمس الأول، وقع بوتين مرسوماً بالموافقة على عقيدة جديدة للسياسة الخارجية تقوم على مفهوم «العالم الروسي»، وهو تصور استخدمه المنظرون المحافظون لتبرير التدخل في الخارج دعما للمتحدثين بالروسية.وتنص وثيقة «السياسة الإنسانية» المؤلفة من 31 صفحة والتي نُشرت بعد أكثر من 6 أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا على أنه ينبغي لروسيا «حماية تقاليد ومُثل العالم الروسي وضمان سلامتها والنهوض بها».
موسكو ستشتري ذخائر كورية شمالية وبوتين يحضر «مناورات الشرق»