بالتزامن مع بدء رئيس جهاز «الموساد» ديفيد بارنياع زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لعقد سلسلة من الاجتماعات مع إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن بهدف منع ما تصفه الدولة العبرية بـ»توقيع اتفاق نووي خطير» بين القوى الكبرى وإيران، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أمس، بالتعامل مع طهران بذراع إسرائيل الطويلة (سلاح الجو) إذا استمرت بتهديد بلده.وفي خطوة ذات دلالة، حذر لابيد أثناء زيارته لقاعدة جوية تضم مقاتلات «إف 35»، التي تعد أحدث مقاتلة أميركية وتتمتع بقدرات على التخفي من الرادارات وشن هجمات من ارتفاعات شاهقة، إيران من الاستمرار في تطوير برنامجها النووي، قائلاً: «إذا استمرت إيران في المحاولة، فسوف تكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها».
وأعرب لابيد عن ترقبه لاحتمال انهيار المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه رأى أنه «من السابق لأوانه معرفة إن كنا نجحنا في كبح مساعي العودة للاتفاق» الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.وكشف لابيد أنه اتفق مع الرئيس الأميركي الحالي على أن «إسرائيل تمتلك حق منع إيران من أن تصبح تهديداً نووياً».وفيما بدا انه تهديد لطهران بالمثل، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس، وثائق سرية تظهر قصفه مفاعلا نووياً سورياً بمنطقة دير الزور عام 2007.
لا تقييد
وليل الاثنين ـ الثلاثاء، ذكر السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدز أن «الرئيس بايدن يدرك العدوان الإيراني، وقال لرئيس الوزراء لابيد في اتصالهما الهاتفي الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة الأميركية لن تقيد أبداً يدي إسرائيل وتمنعها من الدفاع عن نفسها».وقال السفير، إن بايدن كرر التزامه بأن «إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي»، مضيفاً «نرغب في حل دبلوماسي، لكن فقط في ظل الشروط التي وضعها الرئيس مع زملائنا الأوروبيين». واستدرك قائلاً: «هناك العديد من الفجوات والشروط التي يجب الوصول إليها قبل أن نوافق بالفعل على اتفاق» مع إيران.وأشار نايدز، إلى عدم إزالة «الحرس الثوري» الإيراني من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، كمثال على استماع إدارة بايدن لمخاوف الدولة العبرية.وتابع: «نحن لسنا غائبين عن معارضة العديد من المسؤولين الإسرائيليين للاتفاق النووي. أحد الأشياء الجيدة في إدارة بايدن هو أننا على اتصال مباشر مع إسرائيل كل يوم حول الموضوع، بما في ذلك رئيس الموساد».وشدد نايدز على أن «واشنطن لن تسمح بصفقة إيرانية تشمل إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار اليورانيوم المخصب التي عُثر عليها في 3 مواقع نووية غير معلنة، وستصر على استقلال الوكالة الدولية».زيادة المحطات وتحقيق «الذرية»
في المقابل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن المنظمة تعتزم تحويل البلاد إلى مركز لبناء محطات الطاقة النووية.أكد إسلامي، في ندوة التبادل التكنولوجي بمجال تقنيات الطاقة الجديدة، على استخدام الاقتصاد النووي والحصول على الموارد المالية، وقال: «لقد وضعنا تطوير وبناء محطات الطاقة النووية على جدول الأعمال، واستهدفنا إنتاج 10000 ميغاواط من الكهرباء الذرية».في موازاة ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، أن المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مستمرة، داعياً الولايات المتحدة إلى ترك مطالبها «المفرطة، لأن المسار المقطوع بنّاء».وقال جهرمي، إنّ بلاده تتابع أربعة مواضيع في المفاوضات النووية، مشيراً إلى أنها تشمل الضمانات، ورفع العقوبات، والتحقق من ذلك، وإغلاق «المزاعم السياسية بشأن المواقع الـ 3 غير المعلنة». وأكد المتحدث الإيراني أن «الضمانات يجب أن تكون مطمئنة، ورفع العقوبات يتم بشكل ذي مغزى ومستدام».ويأتي ذلك في وقت انتقد مستشار الوفد الإيراني في المفاوضات محمد مرندي تصريحات منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشأن ردّ طهران المكتوب على واشنطن في سياق الردود المتبادلة بشأن القضايا الخلافية بالمسودة النهائية للاتحاد الأوروبي.وتراجعت، خلال الأيام الأخيرة، التوقعات بتوصل كلّ من إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق، أقله قريباً، ليعبّر كبير منسقي المفاوضات النووية، ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن ذلك بشكل واضح، أمس الأول، منتقداً بشكل غير مباشر الجواب الإيراني الأخير على ردود أميركية سابقة على تحفظات طهران على المسودة النهائية التي عرضها الاتحاد الأوروبي على الطرفين الإيراني والأميركي على حدّ سواء، في 8 أغسطس الماضي.اتهام سويدي
وبينما تتعقد مساعي إدارة بايدن لتقييد طهران دبلوماسياً ومنعها من صنع قنبلة ذرية، اتهم تقرير أصدرته المخابرات السويدية السلطات الإيرانية بمحاولات غير قانونية لتأمين تكنولوجيا الأسلحة النووية من الدولة الاسكندنافية خلال عام 2021.وتضع الوثيقة السويدية علامات استفهام جديدة حول فعالية الاتفاق النووي الإيراني المثير للجدل، والذي يكافئ النظام بما يصل إلى 275 مليار دولار من الفوائد الاقتصادية خلال العام الأول من الاتفاقية وما يصل إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقًا لـ «فوكس نيوز» الأميركية.وكشفت المخابرات السويدية في التقرير المكون من 80 صفحة، الذي صدر في مارس الماضي، أن «إيران تقوم بالتجسس الصناعي والذي يستهدف بشكل أساسي صناعة التكنولوجيا الفائقة والمنتجات السويدية التي يمكن استخدامها في برنامج الأسلحة النووية».حكم إسرائيلي
إلى ذلك، قضت المحكمة المركزية في إسرائيل، أمس، بالسجن 3 سنوات لإسرائيلي يدعى عومري غورين أدين بالتجسس لمصلحة إيران في منزل وزير الدفاع بيني غانتس.والعام الماضي، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، إلقاء القبض على غورين (37 عاما)، بتهمة التجسس لصالح الجمهورية الإسلامية وذلك بعد تسلل قراصنة مدعومين من إيران إلى الهاتف المحمول لوزير الدفاع.