تراس تواجه أسوأ ميراث اقتصادي منذ عهد تاتشر
توقعات بتجاوز قيمة حزمة الدعم الجديدة 100 مليار جنيه إسترليني
تواجه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، تحديات ضخمة لعل أكثرها إلحاحاً أزمة كلفة المعيشة، التي وعدت بأنها ستتخذ إجراءات لمواجهتها في أول أسبوع لها في الحكم، وسط توقعات بأن تصل قيمة حزمة الدعم الجديدة إلى أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني.وقالت تراس: «سوف أُنجز خطة جريئة لخفض الضرائب وإنعاش النمو الاقتصادي، وسوف أُنجز الحلول لأزمة الطاقة من خلال التعامل مع فواتير الأسر، وأيضاً من خلال التعامل مع التحديات على المدى الطويل لإمدادات الطاقة».ووعدت تراس بشطب الضريبة الجديدة على التأمينات الاجتماعية، وإلغاء زيادات مقررة في الضرائب على الشركات، وتعليق رسوم بيئية تُضاف إلى فواتير الطاقة، ضمن إجراءات تقدرُ تكلفتها بـ 30 مليار جنيه.
وتتسلم تراس الحكم في ظل ما وصفه البعض بـ»الكابوس الاقتصادي»، المتمثل في معدلُ تضخم مرشح للارتفاع إلى أكثر من 20 في المئة بحسب بعض التقديرات.ولا تقتصر أزمة الطاقة فقط على أسعار صاروخية، بل أيضاً على احتمالية انقطاع التدفئة والكهرباء خلال الشتاء بسبب نقص الإمدادات، وحدوث إضرابات عامة تشل الحركة وتعطل النشاط الاقتصادي، فيما قد يصل الجنيه اللإسترليني بحسب بعض المحللين إلى مستوى التعادل مقابل الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ عام 1992. لذلك، فإن معركة تراس لإنعاش الاقتصاد تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصعوبة التي واجهها رؤساء الوزراء في بريطانيا منذ الحرب العالمية، بعد مارغريت تاتشر من حزب المحافظين عام 1979.وصعد الجنيه الإسترليني 0.54 بالمئة عند 1.1585 مقابل الدولار، بعد أن انزلق إلى أدنى مستوياته في عامين ونصف العام عند 1.1444 دولار أمس الأول، بعد أن أعلن حزب المحافظين الحاكم فوز ليز تراس في السباق لخلافة بوريس جونسون كزعيم للحزب ورئيسة للوزراء.وتراجع الجنيه 0.14 في المئة إلى 1.1503 دولار مقابل الدولار، بحسب بيانات رفينيتيف. ومقابل اليورو، ارتفع الجنيه الإسترليني 0.2 في المئة إلى 86.275 بنساً.ووصل الجنيه رسمياً إلى أدنى مستوى في 37 عاماً.وقال كبير المحللين في Swissquote Bank، إيبك أوزكارديسكايا: «يمكننا أن نشهد بعض عمليات جني الأرباح والبيع على الخبر بالنسبة للجنيه الإسترليني مع تأكيد فوز ليز تراس»، وفقاً لما ذكره لصحيفة «نورثرن إيكو» الإنكليزية.يأتي ذلك في وقت ألمحت تراس إلى تغييرات في تفويض بنك إنكلترا للسيطرة على التضخم وجعله يركز أكثر على النمو.