علّمتنا تجارب الانتخابات والمجالس النيابية في السنوات الأخيرة، أن القدرة على الخطابة لا تعني شيئاً ما لم تحمل أفكاراً واقتراحات، ثم تلتزم فعلياً بما تقول وتسعى لإقراره، فما بالكم إذا كان الخطاب أساساً فارغاً ولغته قديمة ولا يحمل أي هدف أو مضمون، اللهمّ إلّا القليل من نظريات التآمر والمناكفات الشخصية والكثير من الانفعالات والحركات اليدوية على «كم دولة عميقة» و«شوية صراع الأسرة»، وتكتمل بعدها خلطة الفوز، حيث لا فرق بين ناجح وساقط إلا جودة الإتقان التمثيلي والحركي؟لا حديث اليوم في الكويت من دون المرور على سيرة المرشحة موضي المطيري، وبعيداً عن إمكاناتها الكلامية وموهبتها البلاغية التي بزّت بها الكثير من مرشحي حذف العقل وجمع الكفوات، أو عن مدى قدرتها على الالتزام بما طرحت في حال نجاحها إن شاء الله، فنحن مثلها لا نوزع شيكاتٍ على بياض، إلا أنه في المقابل يكفي خروجها للعلن بشجاعة تُحسب لها بأفكار جديدة على الساحة المحلية، تمكنت من شرحها وإيصالها لشرائح المجتمع كافة بكل وضوح وقوة، فتطوير العمل السياسي لا يحتاج إلى الصراخ بقدر حاجته للأفكار والنقاشات العامة الجادة والعميقة، بدءاً من إصلاح المؤسسة التشريعية كما تفضلت السيدة موضي لانعكاسه المباشر على الإصلاح الحكومي، فالمجلس الفاسد لن تجاريه حكومة تكنوقراط ومحترفين، وسيجذب حكومات «السمسونيات» آجلاً أم عاجلاً، وصولاً إلى تشكيل حكومة ظل مثلاً لمراقبة الأداء الحكومي برصانة وجدية ولرفع مستوى أداء النواب والوزراء، بدلاً من الرقابة العشوائية المعمول بها حالياً، وذلك قبل القفز للمجهول والاصطدام بالجبال لتبرير العجز والضحالة مع قانون تنظيم الأحزاب ورئاسة الوزراء الشعبية.
الأفكار التقدمية والمنفتحة والمتجددة غير مرتبطة بالأشكال والعناوين، وما عجز عنه آلاف المرشحين والنواب المجربين بكل اتجاهاتهم ومعهم عشرات الجمعيات والحركات النسائية قالته موضي بكلمة واحدة، فإذا عندك صوت عطه موضي لعلها تشفي العليل.
أخر كلام
نقطة: إذا بتصوّت عندك موضي
09-09-2022