الترويكا الأوروبية تشكك في نوايا إيران للتوصل لاتفاق نووي

«البنتاغون» تجمع بين المسيّرات البحرية والذكاء الاصطناعي لمراقبة مياه الخليج

نشر في 10-09-2022 | 15:50
آخر تحديث 10-09-2022 | 15:50
دبابات إيرانية خلال مناورات برية في محافظة أصفهان (أ ف ب)
دبابات إيرانية خلال مناورات برية في محافظة أصفهان (أ ف ب)
شككت «الترويكا» الأوروبية، التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في نوايا إيران، منتقدة ردها الأخير على مسودة إحياء الاتفاق النووي المقيد لطموحها الذرّي مقابل تخفيف العقوبات الأميركية.
أعربت «الترويكا الأوروبية» عن «شكوك جدية» حيال مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران الأخير يقوّض احتمالات إحياء اتفاق 2015.

وقالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك اليوم، إن مطالب الجمهورية الإسلامية التي ردت بها على آخر مسودة طرحها منسق الاتحاد بمفاوضات فيينا، جوزيب بوريل: «تثير شكوكاً جدية حيال نوايا إيران ومدى التزامها التوصل إلى نتيجة ناجحة» لإعادة القيود على أنشطتها الذرية مقابل تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

إلى ذلك، عكس تحذير أطلقه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أخيراً بشأن نشر البحرية الأميركية لسفن وزوارق مسيرة في المنطقة، حجم القلق الإيراني المتنامي بسبب التقدم الحاصل في برنامج غير مسبوق أطلقته وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» منذ عام، تحت مسمى «USV» للاعتماد على مسيرات جوية وبحرية تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي لتأمين ومراقبة الملاحة في المنطقة.

والمسيرات الجوية متطورة وأثبتت قدراتها، في حين أن المسيرات المشغلة على سطح البحر حديثة العهد لكنها أساسية في المستقبل، وفق ما قال الناطق باسم الأسطول الأميركي الخامس، المتمركز في البحرين، الكومندان تيم هوكينز في تصريحات نشرت اليوم.

وأضاف هوكينز أن المسيرات البحرية تجمع معلومات «لتحسين مراقبتنا للبحار المحيطة وتعزيز ردعنا الإقليمي»، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي للبرنامج هو أخذ المعلومات التي تجمعها كل المسيرات على انواعها جواً وبراً وبحراً وتحليلها بسرعة بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يساعد في رصد التحركات غير الاعتيادية الواردة في البيانات والتي قد تفوت المراقبين من البشر.

وجاءت تصريحات هوكينز بعد فترة قصيرة من محاولة «الحرس الثوري» الاستيلاء على 3 مسيّرات بحرية، تابعة للقوات الأميركية، في الخليج والبحر الأحمر من طراز «سيلدرون» التي يبلغ طولها سبعة أمتار.

ومنذ مطلع السنة الحالية نشرت البحرية الأميركية وشركاؤها الإقليميون مسيرات بطيئة من طراز «سيلدرون اكسبلورار»، وزوارق سريعة تعمل بالبطارية من طراز «تي 12» المجهزة بشراع وأجنحة وأجهزة استشعار وعدة كاميرات وبإمكانها البقاء لمدة عام كامل في البحر لنقل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية.

وتسعى البحرية الأميركية إلى منع إيران من إرسال أسلحة بحراً إلى المتمردين الحوثيين في اليمن وجماعات أخرى وتساعد كذلك في السهر على تطبيق العقوبات المفروضة على طهران.

البحرية السعودية

في السياق، كشف موقع «بريكينغ ديفينس» أن السعودية تعمل على تحديث أسطولها العسكري البحري لمواكبة التطورات والتوترات المتصاعدة في المنطقة. وذكر الموقع أن الخطة السعودية الطموحة لتطوير الأسطول البحري تشمل شراء 5 سفن حربية من طراز «أفانتي 2200» في صفقة بـ 5 مليارات دولار ضمن مشروع «السروات» وفي خطوة باتجاه توطين 50 في المئة من إجمالي الإنفاق العسكري للمملكة بحلول عام 2030.

وفي 25 أغسطس الماضي، وصلت أول سفنية من طراز «أفانتي 2200»، التي تصنعها شركة «نافانتيا» الإسبانية، أطلق عليها اسم الجبيل، إلى قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة غرب المملكة.

وسفن «أفانتي» قادرة على القيام بمهام متعددة وتأتي مزودة بأنظمة دفاع جوي وقدرات حرب مضادة للغواصات وقدرات حرب السطح.

ومن المقرر أن تنضم السفن إلى الأسطول الغربي السعودي، مما يعني أنها لن تبحر في مياه الخليج قبالة إيران، لكن بدلاً من ذلك ستعمل على حماية ما يقرب من 1800 كيلومتر من ساحل البحر الأحمر السعودي وحماية الملاحة في خليج عدن، بجوار اليمن مباشرة، حيث تتمركز قوات «أنصار الله» الحوثية المدعومة من طهران.

إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم، وضع الولايات المتحدة عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية ووزيرها إسماعيل خطيب بأنها «خطوة تستند إلى اتهامات كاذبة وغير مثبتة».

وندد كنعاني بخطوة وزارة الخزانة الأميركية «في فرض الحظر مراراً على وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ووزيرها إسماعيل الخطيب»، بسبب اتهامها بشن هجوم إلكتروني واسع النطاق على البنية التحتية لألبانيا العضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو». ورأى كنعاني أن تيرانا وقعت ضحية «لسيناريو صممته واشنطن ضد الجمهورية الإسلامية» بعد قبولها استضافة منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة. وفي وقت سابق، ذكرت واشنطن أن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها، وضع الوزارة الإيرانية ضمن قوائم العقوبات بسبب مشاركتها في أنشطة إلكترونية ضد الولايات المتحدة وحلفائها»،كما أفادت وزارة الخزانة الأميركية بأنها فرضت عقوبات على 3 شركات وفرد لدورهم في توفير الطائرات المسيرة العسكرية الإيرانية إلى روسيا وذلك من أجل استخدامها في حربها ضد أوكرانيا. تعرّضت ألبانيا لهجوم الكتروني جديد استهدف شرطتها، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الألبانية اليوم، متهمة مجددا إيران، بعد 3 أيام من قرار تيرانا قطع علاقاتها مع طهران، بعدما حمّلتها مسؤولية هجوم مماثل في يوليو.وأورد بيان «الداخلية» أن «الأنظمة المعلوماتية للشرطة الوطنية تعرّضت الجمعة لهجوم الكتروني، نفذته بحسب المعلومات الأولية الجهات نفسها التي هاجمت في يوليو أنظمة الخدمات العامة والحكومية في البلاد».

ألبانيا تتهم طهران بالمسؤولية عن هجوم إلكتروني جديد على شرطتها

السعودية تعتمد على «أفانتي» في «الأحمر»
back to top