في إطار هجوم مضاد ومفاجئ حقق مكاسب سريعة شملت 30 مستوطنة في خاركيف، دخل الجيش الأوكراني أمس، منطقة كوبيانسك المهمة لإمدادات القوات الروسية إلى إقليم دونباس الانفصالي، معلناً فقد روسيا بالفعل 52 ألفاً و250 من جنودها منذ بدء الغزو في 24 فبراير الماضي، بينهم 350 خلال الـ 24 الماضية فقط.

وبعد عدة أشهر من سقوط المدينة، التي تعتبر مركزاً للسكك الحديدية الرئيسية التي تستخدم في توصيل الإمدادات للقوات الروسية، نشرت القوات الخاصة الأوكرانية صوراً لعناصرها في كوبيانسك، مؤكدة أنها «كانت وستظل أوكرانية». ونشر مسؤول إقليمي صورة منفصلة لهذه القوات وكتب: «كوبيانسك هي أوكرانيا».

Ad

وفي إطار هجمات مضادة تضمنت أيضاً خيرسون في الجنوب وتنذر بتحول الانهيار في الجبهة الروسية إلى هزيمة، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول، استعادة أكثر من 30 مستوطنة في خاركيف شرقاً، مشيراً إلى استمرار «المعارك العنيفة» في شرق وجنوب إقليم دونباس.

وقال زيلينسكي، الذي أعلن في أوائل يونيو الماضي احتلال روسيا لخمس أوكرانيا بما فيها شبه جزيرة القرم، «نحن نتولى تدريجيا السيطرة على مناطق سكنية جديدة، وفي كل مكان نعيد العلم الأوكراني والحماية لشعبنا». وكان زيلينسكي أكد الخميس استعادة بلدة بالاكليجا في منطقة خاركيف.

وفي أحدث تقييم لها، أكدت الاستخبارات البريطانية أن القوات الأوكرانية حققت مزيداً من النجاح في هجومها المضاد ضد القوات الروسية من الجناحين الشمالي والجنوبي وتقدمت «نحو 50 كلم جنوب خاركيف.

وبينما أعلنت الإدارة الانفصالية لدونيتسك، أحد إقليمي منطقة الدونباس، أن الوضع الميداني صعب شرق الإقليم، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها ستعيد تجميع القوات المتمركزة في بلاكليا وإزيوم لتعزيز جبهة دونيتسك.

ورداً على خرق القوات الأوكرانية لهذه المنطقة الحدودية لاسيما مدينة بالاكليا، أرسل الجيش الروسي تعزيزات باتجاه خاركيف، في خطوة اعتبرها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ببروكسل أنها تظهر أن موسكو تدفع «ثمناً باهظاً». وخلال زيارة لبراغ ناقش فيها مع الرئيس ميلوس زيمان ووزيرة الدفاع جانا سيرنوشوفا ورئيس الوزراء بيتر فيالا التحديث الدفاعي لجمهورية التشيك وتعزيز العمل مع حلف الناتو لتقديم الدعم لأوكرانيا، أشاد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالانتصارات الأوكرانية، مشيراً إلى أن الأسلحة الغربية مثل «منظومة هيرمس غيرت المعادلة في ساحة المعركة خصوصاً في خيرسون وخاركيف ولهذا السبب الأمور مشجعة جداً».

ولدى وصولها في ثاني زيارة لكييف، شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أن دعم أوكرانيا لن يتداعى وسيشمل الأسلحة وكذلك المساعدات الإنسانية والمالية. وقالت بيربوك: «سنقف إلى جانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً وفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) يراهن على مللنا من التعاطف مع معاناتها وهذه الخطة لن تنجح لأن كل أوروبا تعلم أن أوكرانيا تدافع عن سلامنا ونظامنا الأمني». وأوضحت بيربوك أن مباحثاتها مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا تركز على المساعدة في إزالة الألغام المضادة للأفراد التي تركتها القوات الروسية في أراض زراعية ومبان، وهي مهمة قالت إنها قد تستغرق عقوداً. وفي وقت سابق، أعطى وزراء مال الاتحاد الأوروبي الـ 27 الضوء الأخضر لتقديم مساعدات جديدة بقيمة 5 مليارات يورو لأوكرانيا في شكل قرض لمساعدتها على التعامل مع تداعيات الحرب.

وفي روسيا، ينهي الناخبون اليوم الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات إقليمية منذ الحرب الأوكرانية التي يتوقع أنصارها انتصاراً كاسحاً للموالين لبوتين، بينما يرى مراقبون مستقلون وبقايا المعارضة الهزيلة أنها تخلو من النزاهة بدرجة غير مسبوقة.

وتجري الانتخابات في 82 منطقة في روسيا ومنها منطقة كورسك الحدودية، التي كثيراً ما تشكو من القصف من أوكرانيا. وتشمل آلاف المرشحين. ويحق لحوالي 45 مليون شخص التصويت.