المواطن الكويتي هذه الأيام مثل أي سائح يصل إلى مدينة أو دولة يزورها لأول مرة! ولديه فكرة عن المعالم السياحية التي يريد زيارتها... ولكنه مستغرب من شوارعها، ولا يستطيع الاستدلال على ما يريد أن يراه ويستهويه... حتى اللغة كأنها غريبة عليه، ولا يستطيع فهم ما يسمعه ويقرأه بسهولة! وحتى الأكل لم يعد بنفس الطعم الذي تعوَّد عليه! والنوم أصبح صعب المنال، لشعوره بأن السرير والأحلام غريبة عليه!

أمام كل هذا التذبذب تتملكه الحيرة، ويسيطر عليه التوتر والملل، ولا يجد من يفهمه!

Ad

وها هو الكويتي كأنه ضائع في بلد غريب عليه نوعاً ما، ويزوره لأول مرة، فهو يشعر الآن بالغربة، ويواجه نفس الإحساس بالضياع في بلده، الذي كان متأكداً أنه يعرفه شبراً شبراً، ويعرف عاداته، ويعرف دواوينه وأسواقه ومطاعمه ومقاهيه!

وها هو الآن في هذه الأيام يعاني الضياع، والسبب هو أنه أينما يلتفت يجد أمامه صور المرشحين والمرشحات، وبعضهم يردد في المقابلات كلمات وجُملاً لا يفهمها، لأن بعضهم، أي هؤلاء المرشحين، أصبحوا كالببغاء التي تردد أصواتاً لم يستطع استيعابها!

عندها يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم، ويأخذ الصحيفة ليستعرض أسماء المرشحين والمرشحات في دائرته الانتخابية، لعل وعسى...

ولكنه يكتشف أنه لا يعرف أياً منهم، لا شخصياً، ولا حتى من خلال حملاتهم الانتخابية!

ولذا قرر بعد ضياعه في بلده بكل هذه الضجة أن يحجز تذكرة للسفر من يوم الأربعاء الموافق 28 سبتمبر إلى يوم الأحد الموافق الثاني من أكتوبر.

بعد هذا القرار تأكد فعلاً أنه كويتي «قح» أصلاً وفصلاً، لأنه بالكاد حصل على مقعد في طائرة مغادرة، لأن الخميس يوم الانتخاب أصبح عطلة رسمية!

وسلموا لي على الواجب الوطني...

وسلموا لي على مناشدة الحكومة باختيار النائب الأصلح للوطن الغالي!

* د. ناجي سعود الزيد