العراق يغرق بموجة مليونية قادمة من إيران
مافيا تهرّب آلاف الآسيويين تحت غطاء «الأربعينية»
تحوّلت طقوس أربعين الإمام الحسين هذا العام إلى كرنفال مليوني وسط فوضى عارمة في العراق ومدنه الحدودية مع إيران، حيث رفعت بغداد شرط تأشيرة الدخول ووفرت المأدبات الباذخة والمأوى المجاني للزائرين على طول الطريق من بغداد والبصرة حتى كربلاء، لكن المصادر الأمنية أعربت عن قلقها من بدء تدفق الآلاف من جنسيات باكستانية وأفغانية بوصفها عمالة غير شرعية، تستغل غطاء الزيارة الدينية.وتحدثت «الجريدة» إلى ضباط منفذي الشلامجة الحدودي بالبصرة وزرباطية في ديالى، الذين أبدوا قلقهم من انفلات حقيقي لم يسبق له مثيل في الحدود مع إيران، حيث لا يكفي عدد الضباط لتدقيق أوراق الزائرين، وجرى الاكتفاء بختم جوازاتهم عند الدخول. وتعقد الأمر، كما يقول الضباط، عند اضطرار العراق إلى قبول زائرين من باكستان وأفغانستان دخلوا بدون تأشيرة، تحت غطاء الزيارة، وتداولت المصادر معلومات عن مخطط مسبق مع مافيات العمالة غير الشرعية، لاستغلال المراسم الدينية كغطاء لإدخال عمال من جنسيات آسيوية مختلفة بلا تراخيص.
وقال أحد الضباط إن عنصر استخبارات عراقياً يراقب تدفق الزائرين على الجانب الإيراني من الحدود، أفاد بأن عدة آلاف من العمالة الأفغانية تستعد للدخول، وتوقع حصول اعتقالات في صفوفهم بعد انتهاء المراسم، لكن ذلك سيخلق مشكلة للعراق إذ لا توجد حتى الآن علاقة دبلوماسية مع نظام طالبان كي يتمكن من إعادة المتجاوزين الأفغان لبلادهم.ورجحت مصادر أمنية أن أعداداً غير قليلة من الإيرانيين أنفسهم، سيبحثون عن فرص عمل للاستقرار في العراق، فانهيار التومان يجعل فارق العملة مغرياً للعمل حتى في ظروف العراق الصعبة، ويمكن لعامل بسيط أن يحصل بسهولة على راتب ٦٠٠ دولار شهرياً في سوق العراق، لكن هذا المبلغ يمثل اليوم ثروة في إيران الخاضعة للعقوبات. وأفادت المصادر كذلك بأن أعداد الضباط والموظفين العراقيين لم تعد تكفي لتدقيق دخول مئات الآلاف كل يوم، مما يسهل دخول مواد محظورة، مشيراً إلى أن هناك بضعة كلاب مدربة للبحث عن المخدرات مثلاً، لكنها لا تستطيع تفتيش حتى ١٠ في المئة من الزوار.ودفعت التوقعات الرسمية بمشاركة نحو ثمانية ملايين إيراني، حتى نهاية الزيارة الأحد المقبل مقابل 3 ملايين سابقاً، طهران لمساعدة بغداد بمئات الحافلات، وبفرق طبية وعمال بلدية لتنظيف الأماكن المقدسة، التي لم تكن على استعداد لاستقبال كل هذه الأعداد، التي يضاف إليها نحو مليون زائر عراقي يشاركون في المراسم يومياً.في هذا السياق، قارن رواد «السوشيال ميديا» العراقية بين هذه الفوضى المقلقة للزائرين الإيرانيين، وبين الدخول السلس والمنظم للزائرين من بلدان الخليج، إذ يدخلون عبر المطارات أو براً عبر منفذ «صفوان - العبدلي»، ويساعدون العراقيين في بذل وجبات الطعام وتبرعات أخرى لتشغيل أماكن إيواء الزائرين الأجانب، على الطريق أو في المدن الدينية.إلى ذلك، أكد عدد من الزوار الإيرانيين أن الأجهزة الأمنية وزعت عليهم كتيبات فيها تعليمات عن الوضع السياسي والاجتماعي في العراق، والتأكيد على تجنب الخروج بالمواكب والجموع لأي مكان غير النجف وكربلاء وبحد أقصى الكاظمية وسامراء، وعدم بحث أي مواضيع سياسية مع أي طرف كان أو رفع أي شعارات أو صور يمكن أن تستفز العراقيين.وحذرت التعليمات من أن أوضاع العراق غير مستقرة أمنياً، والخروج من المواكب والتوجه نحو المدن العراقية المختلفة يمكن أن يعرض الزوار لخطر الخطف والاغتيال، مشيرة إلى أن منظمة مجاهدي خلق المعارضة دست عناصر لجذب الإيرانيين وإيقاعهم بالفتن والخلافات.