إيران تهدد بقصف تل أبيب و«الذرّية» تدعوها للتعاون
لابيد يطالب باستراتيجية جديدة مع طهران... وغانتس يحذّر من امتلاكها 3 قنابل نووية
أعلنت إيران أنها طوّرت «مُسيّرة» انتحارية قادرة على قصف تل أبيب، في وقت دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، خلال مباحثات أجراها مع المسؤولين الألمان في برلين، أمس، القوى الغربية إلى التخلي عن المفاوضات مع إيران، وتبنّي استراتيجية جديدة لمنع طهران من حيازة «النووي».
واصلت إسرائيل وإيران تبادل التهديدات على وقع الغموض الذي يلفّ المفاوضات الدولية حول ملف ايران النووي. وكشف قائد القوات البرية الإيرانية، كيومارس حيدري، أمس، أن طهران طورت طائرة مسيّرة (درون) «انتحارية» طويلة المدى لـ «ضرب مدن رئيسية في إسرائيل، بينها تل أبيب وحيفا». وقال البريجادير جنرال كيومارس حيدري، إن الطائرة يُطلق عليها اسم عرش-2، وهي نسخة مطورة من الطائرة عرش-1، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. في المقابل، حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد بارنياع، الزعماء الإيرانيين من مهاجمة بلاده أو مواطنيها، قائلا: «يجب أن تدرك القيادة العليا في إيران أن لجوء إيران أو وكلائها إلى القوة ضد إسرائيل أو الإسرائيليين سيُقابل بردّ مؤلم ضد المسؤولين عن ذلك على الأراضي الإيرانية في هران وكرمانشاه وأصفهان».
وتحدث عن إحباط «الموساد» هجمات إيرانية استهدفت إسرائيليين في قبرص وتركيا وكولومبيا.
ليونة نووية
الى ذلك، ومع انطلاق اجتماع مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث ملفات دولية مهمة، أبرزها الملف النووي الإيراني، وغداة بيان «الترويكا» الأوروبية الذي انتقدها، أبدت إيران قدراً من التراجع، أمس، بعد إعلانها رفض أي عمليات تفتيش دولي إضافي، قائلة إنها مستعدة لمواصلة التعاون مع «الوكالة الذرية» بما في ذلك عمليات التفتيش.في الوقت نفسه، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الوكالة إلى «عدم الإذعان لضغوط إسرائيل»، نافياً أن تكون طهران تبلغت أي قرار أو طلب لتأجيل المفاوضات النووية إلى ما بعد انتخابات «الكونغرس» النصفية المقررة في نوفمبر. وشدد المتحدث على أن إيران لم تطرح مطالب جديدة في ردودها على المسودة النهائية المعروضة من قبل الاتحاد الأوروبي خلال أغسطس الماضي، متهماً واشنطن والأطراف الأوروبية بشنّ «حرب نفسية» على إيران لانتزاع «امتيازات».وقبيل انطلاق اجتماع محافظي الوكالة الذرّية، أكد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن السلطات الإيرانية لم تتعاون مع تحقيقات الوكالة الدولية، لتزويدها بمعلومات حول آثار اليورانيوم التي عثر عليها المفتشون الدوليون في 3 مواقع غير مُعلن عنها قبل سنوات. وقال إن «الوكالة لا يمكنها أن تؤكد من دون تلك المعلومات أن برنامج طهران النووي سلمي محض».وحذّر المدير العام للوكالة الوكالة إيران من ربط مسار الاتفاق النووي، أو أي اتفاق آخر بالتحقيق في المواقع المشبوهة، شاكياً «وجود فجوة ونقص بالمعلومات بشأن أنشطة طهران الذرّية». ودعا طهران الى «التعاون سريعاً»، مؤكدا «جاهزية الوكالة لإنجاح هذا التعاون، إذ لا نريد تصعيد الأمور ولا خلق مسارح دراماتيكية، بل نريد منهم تبنّي وجهة نظر مختلفة نحو الأمر».استراتيجية جديدة
وفي خضمّ تحركات إسرائيلية مكثفة للإجهاز على ما تبقّى من احتمالات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد - من ألمانيا - المجتمع الدولي والقوى الغربية إلى التخلي عن محاولات إحياء الاتفاق النووي، بهدف منع إيران من حيازة القوة النووية واستبدال ذلك باستراتيجية جديدة.وقال لابيد خلال مؤتمر مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، أمس، إن العودة المحتملة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بالشروط المطروحة حالياً «خطأ». ورأى أن الوقت قد حان لـ «تجاوز المفاوضات الفاشلة بشأن الاتفاق الذي لن يمنعها من النووي».وقال لابيد إنه قدّم «معلومات استخبارية حساسة»، بشأن البرنامج النووي الإيراني، للمستشار الألماني، وذكر أنه ناقش مع شولتس «الحاجة إلى استراتيجية جديدة لوقف برنامج إيران النووي».وأكد أن «إيران النووية ستزعزع استقرار الشرق الأوسط وتخلق سباق تسلّح نووي، يعرّض العالم كله للخطر، العودة إلى الاتفاق النووي، في ظل الظروف الحالية، سيكون خطأ فادحا».وأضاف أن «رفع العقوبات وضخّ مئات المليارات من الدولارات في إيران، سيؤدي إلى موجات من الإرهاب، ليس فقط بالشرق الأوسط، ولكن أيضًا في جميع أنحاء أوروبا».من جانبه، قال شولتس: «نأسف لأنّ إيران لم تردّ بعد بشكل إيجابي في المحادثات النووية»، موضحاً أن الجانب الأوروبي قدّم مقترحات «لا يوجد سبب لعدم موافقة إيران عليها».من ناحيته، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن «خريطة لمنشآت صناعية عسكرية سوريه» قال إنها «تنتج أسلحة وصواريخ متطورة لإيران وحزب الله».وزعم أن طهران سيطرت على الصناعات العسكرية في دمشق، مشيراً إلى أنها «بدأت أخيراً في بناء صناعات عسكرية متطورة في اليمن ولبنان ويجب وقف ذلك». وشدد على قدرة بلده على التحرك منفردة وعدم انتظار الولايات المتحدة كباقي دول المنطقة للتعامل مع إيران التي حذر من قرب امتلاكها لمواد تكفي لصنع 3 قنابل نووية خلال أسابيع.