قال ملك بريطانيا تشارلز الثالث، اليوم، إن البرلمان يظل الحجر الأساس الذي تقوم عليه أركان الديموقراطية في المملكة المتحدة. وأضاف في أول خطاب له أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه (العموم واللوردات) أن «المسؤولية التاريخية تذكر كل الحاضرين هنا تحت سقف قصر ويستمنستر بالتقاليد البرلمانية الحيوية التي يكرس النواب واللوردات أنفسهم لها».

وأعرب عن امتنانه لخطابات التعازي من أعضاء البرلمان التي تشمل بشكل مؤثر ما تعنيه الملكة الراحلة للجميع مجدداً التزامه بخطى والدته الراحلة في احترامها للنظام الدستوري.

Ad

وكان رئيس مجلس العموم سير ليندزي هويل ورئيس مجلس اللوردات لورد ماكفول سبقا كلمة الملك بتقديم رسالتي تعزية نيابة عن أعضاء غرفتي البرلمان.

واستشهد الملك تشارلز بما قاله الكاتب ويليام شكسبير أثناء تحدثه بتأثر عن التكريمات والتماثيل التي كانت مكرسة لوالدته داخل قصر ويستمنستر، وقال: «مثلما قال شكسبير عن الملكة إليزابيث الأولى، لقد كانت أسوة لجميع الأمراء الموجودين على قيد الحياة». وحضرت هذه المراسم رئيسة الوزراء ليز تراس بالإضافة إلى زعيم المعارضة سير كير ستارمر، وعدد من النواب.

وبعد الجلسة، انتقل تشارلز إلى العاصمة الاسكتلندية إدنبره، مع زوجته كاميلا وانضم إلى شقيقته آن وشقيقيه آندرو وإدوارد، وساروا سوياً وراء نعش والدته الراحلة الملكة إليزابيث في موكب مهيب من أحد قصورها الاسكتلندية إلى كاتدرائية سانت جايلز التاريخية بالمدينة.

بعد المراسم الدينية، استقبل تشارلز الثالث الذي قطع وعداً بخدمة شعبه طوال حياته، رئيسة الوزراء الاسكتلندية المنادية بالاستقلال نيكولا ستورجن وتوجه بعد كذلك إلى البرلمان المحلي الذي يقيم مجلس عزاء.

وأيضاً سيشارك الملك الجديد،البالغ من العمر 73 عاماً والذي أصبح تلقائياً ملكاً للمملكة المتحدة و14 دولة أخرى منها أستراليا وكندا وجامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة، كبار أفراد العائلة المالكة في صلوات ليلية بالكنيسة حيث سيسجى النعش قبل نقله إلى لندن اليوم الثلاثاء.

من جهة، أخرى سيتمكن الآلاف من المعزين من المرور أمام نعش الملكة إليزابيث على مدار الساعة من مساء غد الأربعاء حتى وقت مبكر من يوم جنازتها. ومن المتوقع أن يلقي مئات الآلاف من الأشخاص نظرة الوداع على أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش قبل جنازتها الرسمية يوم 19 سبتمبر والتي سيحضرها زعماء العالم.

الى ذلك، نعى دوق ساسكس الأمير هاري جدته الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، حيث قدم لها الشكر على «النصيحة السليمة» و»الابتسامة المعدية». ووصف هاري الملكة بأنها كانت «بوصلة ترشد الآخرين» من خلال تفانيها للخدمة والواجب. وقال الدوق في بيان صدر اليوم إنه يريد أيضا أن يعرب عن إجلاله لوالده في بداية عهده كملك لبريطانيا.

على صعيد آخر، أثار الوجود المرتقب لرئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في فعاليات في مختلف أنحاء البلاد تكريماً لذكرى الملكة اليزابيث الثانية، انتقادات في بريطانيا ما دفع بداونينغ ستريت إلى التأكيد أنها «لا ترافق» الملك الجديد رسمياً في هذه الجولة حيث واجهت تراس اتهامات بأنها تريد استغلال هذه المناسبة سياسياً.

وبينما تعرض رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيز لرد فعل عنيف من قطاعي الأعمال والرعاية الصحية عقب الإعلان عن عطلة مصرفية غير متكررة، حداداً على ملكة بريطانيا الراحلة، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إنها تعتقد أن بلادها سوف تصبح جمهورية خلال حياتها لكنهات شددت في مؤتمر صحافي اليوم أنه مع ذلك لم تشعر أبداً

«بالإلحاح» من جانب شعب نيوزيلندا لتنفيذ ذلك. وأثارت وفاة إليزابيث الثانية مناقشات حول ما إذا كان الوقت قد حان لكي تقطع نيوزيلندا علاقتها بالملكية.

وكان رئيس وزراء أنتيغوا وبربودا قال، إن الدولة الكاريبية ستجري استفتاءً حول ما إذا كانت ستصبح جمهورية وإزالة الملك تشارلز الثالث من رئاسة الدولة في غضون السنوات القليلة المقبلة. وفي العام الماضي، قطعت بربادوس روابطها الإمبراطورية الأخيرة مع بريطانيا بإعلان نفسها جمهورية.