كيف تستفيد بكين من أي اتفاق جديد مع إيران؟
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
في غضون ذلك، تبدو خطط إيران المرتقبة واضحة المعالم، ففي وقتٍ سابق من هذه السنة، اضطر الجيش الأميركي للرد على الاعتداءات التي استهدفت القوات الأميركية والإماراتية في أبو ظبي وكانت من تنظيم ثوار تابعين لإيران في اليمن. وفي شهر يوينو، تعقبت قوارب سريعة الهجوم يُشغّلها الحرس الثوري الإيراني السفن الأميركية في الخليج العربي، فكاد يقع اصطدام كبير بحراً، وفي الشهر الماضي، هاجمت جماعات مسلّحة مدعومة من إيران قاعدة للجيش الأميركي في جنوب شرق سورية، وانتشرت تقارير مفادها أن الحرس الثوري الإيراني حاول اغتيال مسؤولين حكوميين أميركيين سابقين، وفي الأسبوع الماضي، حاولت سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني أن تستولي على طائرة مائية أميركية مسيّرة تنشط في المياه الدولية.سيكون أي رد على الاستفزازات الإيرانية الراهنة والمستقبلية كفيلاً بإضعاف الجهود الرامية إلى تحويل جزء من الموارد الإقليمية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تعتبرها الصين أكثر أهمية بكثير لفرض هيمنتها، وأكد المحللون الصينيون على هذا الواقع، فذكروا أن الفوضى في الشرق الأوسط تُضعِف «قدرة واشنطن على التنبه إلى الصين أو الضغط عليها»، ومن دون قدرات أميركية مستدامة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد تكتسب الصين ثقة كافية بنفسها لإطلاق مناورات عسكرية أكثر خطورة من تلك التي نفذتها حديثاً في مياه تايوان الإقليمية ومحيطها. بعبارة أخرى، قد يؤدي أي اتفاق ضعيف مع إيران إلى ترسيخ الفوضى في ساحتَين متنازع عليهما (الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ)، في حين تشكّل حرب أوكرانيا المحتدمة ساحة ثالثة للصراع.نتيجةً لذلك، يجب أن يُقارَن أي اتفاق إيراني جديد مع أهداف أمنية أميركية مُلحّة أخرى، على رأسها الصين، لكن استناداً إلى مسار المفاوضات في الوقت الراهن، من الواضح أن النظام في طهران لن يكون المستفيد الوحيد من الوضع، فقد تصبح بكين أيضاً من أكبر المستفيدين من الاتفاق النووي الجديد.* كريغ سينغلتون