طموحات الشباب في السنوات الأخيرة تغيرت وبشكل كبير، ففي سنوات ماضية كان أقصى الطموح أن تقبل في إحدى الكليات العسكرية أو أن تقبل في الخطوط الجوية الكويتية، على الأقل هذه كانت الحال عندما حصلت على شهادة الثانوية العامة عام 1986.الآن الأول تحول والشباب أصبحوا أكثر إدراكاً من أجيالنا بكثير، لأن الوظيفة أياً كان مجالها ومستواها فإنها تبقى وظيفة، وأنت معرض أن يباغتك موظف آخر ببراشوت أو بزيارة من نائب تدعمه على حسابك أو اتصال من متنفذ أو شيخ لوزيرك المختص، ومع هذا البراشوت أو الاتصال، تذهب الأحلام وتحل محلها الكوابيس.
الشباب الآن يريدون أن يبدأوا بمشاريعهم الخاصة سواء كانت صغيرة أو متوسطة حسب إمكانية كل منهم، وحسب ما أعرف أن كورونا قد هشمت أحلامهم وحولتها أيضا إلى كوابيس وظروف متعسره قد توصل بعضهم إلى السجن.سمعنا تصريحات وشهدنا اجتماعات بعضها حكومي والبعض الآخر برلماني، لكن كالعادة لم توصلهم إلى بر الأمان، فالشباب الرياضيون محبطون ايضاً، ونتائجهم مخيبة للآمال، بسبب خلافات بين شخصيات كبيرة ونقص في التمويل الحكومي لهم، فبعد منصات التتويج والوصول الى أكبر المناسبات العالمية بات المنتخب الكويتي لكرة القدم لا يستطيع أن يصل إلى نهائيات كأس آسيا، ونحمد الله أن كأس الخليج لا يحتاج إلى تصفيات.الشباب مستهدفون من تجار مخدرات وسموم قادرين على اختراق كل الحدود لكي يصلوا إليهم في جامعاتهم ومعاهدهم وبيوتهم في بعض الأحوال، ومناشداتنا المتكررة بوضع تشريعات تعدم تجار المخدرات لا تجد آذاناً صاغية لدى من بيدهم الأمر!لكل هذه الأسباب وغيرها الحكومة مطالبة بسماع الشباب من خلال المرشحين الشباب، فهم الأكثر قدرة على إيصال العوائق الحقيقية لهذه الفئة المهمة، وهنا لا أتحدث عن الشباب والشابات من تيار سياسي معين، بل أتحدث عن كل الشباب لأي فئة سياسية أو طائفة أو قبيلة أو عائلة، فهم أبناء الكويت أولاً وأخيراً، فلنستمع إلى هدى الكريباني وعزام العميم وأسامة الزيد وغيرهم من خيرة أبناء وبنات الكويت.سمو الرئيس: لا أحد يريد أن يستعبد أصحاب الخبرة فلهم دورهم ولكنني أناشدك الاستماع للشباب فلديهم ما يقولونه، فهم شئنا أو أبينا قادة المستقبل.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
مقالات
الشباب لديهم ما يقولونه
13-09-2022