أوكرانيا تواصل التقدم... وروسيا تتعهد بمواصلة الحرب

بوتين يؤكد إطلاعه على «إعادة تجميع القوات» في خاركيف بعد اتهام قديروف للجيش بإخفاء معلومات عنه

نشر في 13-09-2022
آخر تحديث 13-09-2022 | 00:04
جنود أوكرانيون يمزقون علماً روسياً في خاركيف   (رويترز)
جنود أوكرانيون يمزقون علماً روسياً في خاركيف (رويترز)
بعد اجتياحها منطقة الإدارة الروسية بخاركيف ومراكز الإمداد والإدارة الرئيسية في إيزيوم وكوبيانسك، واصلت أوكرانيا تقدمها السريع شرقاً وجنوباً في إطار هجوم مفاجئ دفع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لفتح النار على قادة الجيش الروسي وتهكمه على طريقة إدارة العملية المستمرة منذ 201 يوم.
حافظ الجيش الأوكراني، أمس، على زخم الهجوم المضاد ضد القوات الروسية وحرر قرية تلو الأخرى .

وأعلن الجيش الأوكراني «تمكنه من طرد العدو من أكثر من 20 بلدة خلال 24 ساعة على امتداد خط المواجهة في منطقتي خاركيف ودونيتسك، مؤكداً أن «القوات الروسية خلال تراجعها تهجر مواقعها على عجل وتفر».

وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية، أوليه سينيهوبوف، «في بعض مناطق الجبهة، وصل المدافعون عنا إلى حدود الدولة مع الاتحاد الروسي».

وكتب رئيس بلدية خاركيف، إيهور تيريكوف، على «تليغرام»، «أنتم أبطال!!!»، مشيراً إلى الحالة المزاجية الحماسية في الأمة التي عانت أكثر من مائتي يوم من الحرب والاحتلال.

ورغم الهجمات الروسية على محطات الطاقة والبنية التحتية الأخرى، قال المسؤول الروسي بخاركيف فيتالي غانتشيف للتلفزيون الحكومي، إن عدد القوات الأوكرانية فاق الروسية والموالية لها بثماني مرات خلال الهجوم المضاد المستمر منذ بدايه شهر سبتمبر الجاري، مؤكداً أنها استولت على بلدات كانت تحت سيطرة روسيا وتم إجلاء 5000 مدني إلى روسيا.

وفي وقت سابق، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية بعد هزيمتها في خاركيف شرقاً انسحبت أيضاً من أجزاء من منطقة خيرسون في الجنوب، وأخلت مستشفى في بلدة نوفا كاخوفسكا، من أجل تحصين أنفسهم هناك.

وفي كلمة بمناسبة مرور 200 يوم على الغزو الروسي، شكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس الأول القوات الأوكرانية على تحرّير مئات والبلدات وآخرها المناطق الاستراتيجية الثلاثة بالاكليا وإيزيوم وكوبيانسك، وحمّل روسيا مسؤولية انقطاع الكهرباء واتهمها بتعمد استهداف بنى تحتية مدنية.

وحذر زيلينسكي روسيا بقوله: «هل ما زلت تعتقد أنه يمكنك تخويفنا، وتحطيمنا، وإجبارنا على تقديم تنازلات؟ هل حقاً لم تفهم شيئاً؟ هل تفهم من نحن؟ ما نمثله؟ ما نتحدث عنه».

وأضاف: «اقرأ ما تقوله شفتاي. البرد والجوع والظلام والعطش بالنسبة لنا ليست مخيفة ومميتة مثل صداقتك وأخوتك»، متابعاً: «سنكون مع الغاز والأضواء والماء والطعام. وبدونكم!».

بوتين وقديروف

وبعيداً عما يحدث على الأرض، شدد الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي، على أن روسيا تواجه عدواناً على الصعيد التكنولوجي والمالي وأنها قادرة على التعامل مع الضغوطات الغربية، مؤكدا أن «تكتيكات الحرب الاقتصادية الخاطفة، والهجوم الذي كانوا يعتمدون عليه لم ينجح وهذا واضح بالفعل للجميع ولهم أيضاً»..

وفيما لم يعلق وزير الدفاع سيرغي شويغو علناً على الهزيمة، اكتفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بتأكيده تلقي بوتين تقارير عن كل الأمور الجارية على الأرض بما في ذلك إعادة تجميع القوات، وشدد على أن «العملية العسكرية مستمرة وستستمر حتى تحقيق كل الأهداف المحددة في البداية».

وأثار الصمت التام حيال الهزيمة، أو عدم تقديم أي تفسير لما حدث، غضباً كبيراً بين بعض المعلقين المؤيدين للحرب والقوميين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي. ودعا البعض بوتين لإجراء تغييرات فورية لضمان النصر.

وبدا ان تصريحات بيسكوف مخصصة للرد على رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة، للزعيم الشيشاني رمضان قديروف الذي اتهم الجيش الروسي باخفاء معلومات عن بوتين .

وفي موقفه النادر، قال قديروف: «إذا لم يتم إجراء تغييرات اليوم أو غداً في إدارة العملية، فسأضطر للذهاب للقيادة لأشرح الوضع على الأرض».

واتهم بعض المراسلين الحربيين الموالين للكرملين والجنود السابقين والحاليين وزارة الدفاع بالتهوين من الهزيمة.

وخلافاً لإعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف عدم رفض المفاوضات مع أوكرانيا وعدم تأجيلها لمدة أطول، شدد بيسكوف على أنه لا توجد أي فرص للتفاوض بين بوتين وزيلينسكي ولا وجود أي شروط مسبقة لاقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتنظيم هذا اللقاء.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، مارك وارنر، إن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية كان نتيجة عمل الاستخبارات الأميركية مع نظرائهم الأوكرانيين والبريطانيين. وأضاف السيناتور في مقابلة مع CNN: «جزء من هذا التقدم الأوكراني هو نتيجة الدعم الهائل من الولايات المتحدة وحلفائنا في الناتو. وهو كذلك جزئيا نتيجة لعمل استخباراتنا مع الأوكرانيين ومع أصدقائنا، ولا سيما البريطانيين».

ووفقاً له، نجحت هيئات الاستخبارات الأميركية والبريطانية «في إبقاء القوات الروسية في حالة توتر».

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين أميركيين لم تسمّهم، أن الاستخبارات الأميركية قدمت، في إطار زيادة التعاون مع أوكرانيا، المشورة لسلطات كييف بخصوص الهجوم المضاد على محور خاركيف، مضيفة أن كييف كانت ترفض سابقا مشاركة خططها مع الأميركيين، لكنّ هذا تغيّر خلال الصيف، مما سمح لأميركا بتقديم «معلومات أفضل وأكثر صلة حول نقاط الضعف الروسية».

من ناحيتها، قالت مجلة إيكونوميست إن صواريخ جو- أرض أميركية مضادة للرادارات، تُعرف باسم هارم (HARM)، «لعبت دورا مهما في الهجوم الأوكراني المذهل بخاركيف، فضلا عن هجوم منفصل في الجنوب».

ووفق المجلة، تطلق هذه الصواريخ من طائرة، وتستخدم في البحث عن أنظمة الدفاع الجوي المجهزة بالرادار، وتدميرها. ووجود هذه الصواريخ في أوكرانيا كان «مفاجأة»، لأنّ القوات الجوية الأوكرانية تستخدم طائرات روسية الصنع لا تتوافق مع أسلحة الناتو». ولم يكن من السهل تركيبها على طائرات أوكرانية، لأنها تستخدم أنظمة مختلفة متصلة بأجنحة الطائرة، ومن المرجح استخدام محولات خاصة لهذا الغرض.

وتمثّل الصواريخ «تحديا خطيرا لروسيا»، حتى إذا لم يتم إطلاقها.

صاروخ «هارم» مدمر الرادارات لعب دوراً بارزاً في نجاح الهجوم الأوكراني المضاد
back to top