قالت عضوة مجلس إدارة نادي الكويت وصاحبة مشروع «كوني قوية» الرياضي التنموي للمرأة بلسم الأيوب، إن الهدف من «الوثيقة» سلب حرية الفرد التي كفلها الدستور الكويتي، وشعرت شخصياً وأنا أقرأ هذه الوثيقة بأننا عدنا بالزمن إلى الوراء، إلى فترة بدأت فيها مرحلة التخلف التي سيطرت الجماعات الدينية في الكويت منتصف ثمانينيات القرن الماضي.وأضافت الأيوب، أن المجتمعات كافة في العالم لديها قيم ومبادئ ومعايير اجتماعية وأسس يحترمها المجتمع... نحن في دولة مسلمة ولدينا مواطنون ومقيمون من ديانات سماوية أخرى، ولا يمكن أن نمارس الازدراء بهذه الطريقة والإقصاء والتعامل مع المجتمع، على أن يكون أعضاء مجلس الأمة أوصياء علينا، ففي البداية والنهاية نحن في دولة ديموقراطية لا يمكن لأي شخص أن يفرض عليك وصايته لمجرد أنه يختلف مع فكرك وأن تفرض على الأفراد معتقدك... أو توجهك أو فكرك كنائب في مجلس الأمة وأنت الذي تم انتخابك من خلال الأسس الديموقراطية.
وتساءلت: كيف تمارس الديموقراطية لمصلحتك، ومن جانب آخر تحرم الطرف الآخر حقه الأصيل، من خلال الدستور والحرية التي كفلت له ذلك؟ أي تناقض هذا؟... ولماذا يدعون أنهم يؤمنون بالديموقراطية عندما يأتي الموضوع لمصلحتهم الشخصية فقط؟!وأكملت: لماذا يستخدم هؤلاء ومنذ الأزل الغطاء الديني لمصالحهم الشخصية؟ ولماذا أعامل المجتمع بأكمله على أنه مجتمع فاقد الأهلية والأخلاق والقيم؟ نعم هناك مشكلات اجتماعية وجرائم وقد تفاقمت بالسنوات الأخيرة، ونحتاج حلولاً جذرية لها، وهذه الوثيقة لا تعالج حتى 1 بالمئة من هذه المشاكل مع الأسف. وأضافت الأيوب: نعم... أنت تسلب حريتي بالاختيار وممارسة حياتي بالطريقة التي أراها مناسبة دون المساس أو التعدي على حريات الآخرين، إن كنت ترى أن الحفلات الغنائية لا تتناسب مع تقاليدك وتوجهك كفرد... فأنت لست مجبراً على حضورها، وهذه إحدى النقاط الغريبة المذكورة، ما علاقة نائب مجلس الأمة بحفلة غنائية أو نشاط رياضي أو ملابس يرتديها الفرد في حياته اليومية؟».واستطردت: «نعم... يوجد معيار أخلاقي واجتماعي، ولكن هذا المعيار ليس ثابتاً بين كل أفراد المجتمع، على سبيل المثال معياري الشخصي للملابس المحتشمة قد يراه شخص آخر غير محتشم لأنني مثلاً لا أرتدي الحجاب... على سبيل المثال، فهل سيقوم أعضاء مجلس الأمة بترك كل الامور والقضايا المهمة والعالقة والحساسة في الدولة لعمل دليل مصور على سبيل المثال للباس المحتشم، ما هذا؟ هل نحن في مرحلة تحول للانضمام الى الفكر المتطرف البحت وفرض الوصاية الكاملة على الأفراد والتدخل الصارخ في حرياتهم، التي كفلها لهم الدستور».وزادت: «نحن دولة ديموقراطية تجمعنا عادات وتقاليد، ونعم نحن بشكل عام مجتمع ما زال متمسكاً بقيمه الراسخة قبل أن نعرف هؤلاء النواب وقبل محاولاتهم البائسة في فرص وصايتهم على المجتمع، وبهذه الصورة لن نستطيع أن نتقدم خطوة للأمام، وأن ندفع بتنمية الدولة ودعم رؤيتها المستقبلية، إذا كنا نعاني من هذا النوع من التطرف البائس لن نتقدم ولن نحقق أي شي يذكر إذا كان هذا جل اهتمام من تقع عليه مسؤولية تشريع القوانين وتطور الدولة المنشود، كفانا تخلفاً ورجعية، لسنا بحاجة لهذا التطرف».وقالت الأيوب إن الكويت دولة ذات نضج ووعي عالمي على كل الصعد، ونريد أن نستثمر هذا النضج في دفع عجلة الدولة، فما الفائدة من توقيع كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية إذا كنا نعاني من جهل وتطرف على صعيد السياسة المحلية التي يشرعها أشخاص جل اهتمامهم التاتو... والاختلاط في الجامعات، كنت أتمنى أن أرى من دعم ووقع هذه الوثيقة من المرشحين الحاليين أن يفكر بجرائم العنف ضد المرأة، جرائم القتل المتتالية التي تزهق فيها روح المرأة وانتشار المخدرات... وارتفاع معدل الطلاق بشكل رهيب وجرائم الشوارع التي باتت تحصل كل يوم».
محليات
بلسم الأيوب: وثيقة القيم تعيدنا إلى الثمانينيات وسيطرة الجماعات الدينية
13-09-2022