في مشهد يكرس خطوات متبادلة لطي صفحة الخلافات، بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس زيارة رسمية لقطر، تستمر يومين، يعقد خلالهما قمة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد من المتوقع أن تشهد تعزيزاً للتعاون الاقتصادي بين البلدين يصل إلى مرحلة تحقيق طفرة خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات الإقليمية، بما فيها ملف المصالحة المصرية ـ التركية.والزيارة هي الأولى للرئيس السيسي منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، وتأتي بعد المقاطعة الخليجية المصرية لقطر، التي انطلقت في يونيو 2017، وانتهت ببيان العلا في يناير 2021، بعد وساطة كويتية، والذي أعقبه تطبيع سريع في العلاقات المصرية القطرية، بلغ ذروته بزيارة أمير قطر لمصر في يونيو الماضي.
وقال مصدر مصري مطلع، لـ «الجريدة»، إن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع الرئيس السيسي بشقيقه أمير قطر، وفي إطار تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.وتركز الزيارة على ملف تعزيز التعاون الثنائي، خصوصاً في الشق الاقتصادي الذي ستكون له الأولوية، ولاسيما مناقشة تقديم تسهيلات أمام دخول استثمارات قطرية للسوق المصري، إذ تجري مباحثات متقدمة بين الطرفين لاستحواذ الجانب القطري على نسب في عدد من الشركات المصرية مقابل عدة مليارات من الدولارات، فضلاً عن مناقشة دخول قطر مستثمرة رئيسية في عدد من الموانئ المصرية على البحرين المتوسط والأحمر، وفي مقدمتها ميناء السخنة.على المستوى الإقليمي، تبحث القمة ملفات عدة، في مقدمتها ملف القضية الفلسطينية، إذ يتشارك البلدان التنسيق لتهدئة الأوضاع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وكذلك الأفكار الخاصة حول إعادة إعمار قطاع غزة، كما يتبادل الزعيمان الأفكار حول الوضع بليبيا، لاسيما في ظل التطورات الأخيرة، وكذلك الاستعدادات الجارية للقمة العربية بالجزائر نوفمبر المقبل، فضلاً عن ملف المصالحة المصرية التركية المتعثرة، وما قد تفعله قطر في هذا الصدد.وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك قطر في نوفمبر 2010، أي قبل أسابيع قليلة من ثورة يناير 2011، التي أنهت حكم مبارك، ولم يزر أي رئيس مصري قطر، باستثناء زيارة محمد مرسي للدوحة، للمشاركة في القمة العربية مارس 2013، أي قبل أشهر قليلة من عزله إثر ثورة يونيو.
أخبار الأولى
السيسي يزور قطر لأول مرة والملف الاقتصادي يتصدر
14-09-2022