«الأشغال» تستبعد شركة عالمية كبرى من مناقصة «المطلاع للصرف»!
• لم تستدع ممثليها أو تناقش أسباب الرفض أو ترسل استفساراً قبل اتخاذ قرارها
• مسؤولية كبرى على جهاز المناقصات بضرورة طلب ممثلي الشركة لتقديم عرضهم مجدداً
في إجراء مستغرب يتنافى تماماً وتوجيهات القيادة السياسية في البلاد، وما أعلنه أخيراً سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد رئيس مجلس الوزراء من إعلاء شأن دولة القانون دون الاكتراث أو الالتفات إلى الحسابات الشخصية أو المصالح الضيقة، ومن دون إبداء أسباب منطقية، استبعدت وزارة الأشغال العامة عطاء شركة «Beijing Enterprises Water Group»، التي تعتبر أكبر شركة مياه صرف صحي في العالم، من مناقصة محطة المطلاع للصرف الصحي، دون استدعاء الشركة ومناقشة أسباب استبعادها أو إرسال استفسار قبل اتخاذ قرارها، رغم استيفائها الاشتراطات والمتطلبات والمستندات المطلوبة كافة لدخول المناقصة.وتقدمت الشركة بعرض فني يحتوي على أفضل الحلول الهندسية والتكنولوجية عبر الاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في أعمال تصميم محطات تنقية مياه الصرف الصحي، غير أن «الأشغال» أوصت باستبعادها خلال تقرير فني أرسلته أخيراً إلى الجهاز المركزي للمناقصات العامة، مرجعة أسباب الرفض إلى «عدم حصول الشركة على العلامة المطلوبة التي تمكّنها من دخول المناقصة، خلال العرض الفني الذي قام ممثلوها بتقديمه»، رغم تصنيفها كأكبر شركة على مستوى العالم في محطات التنقية إذ تولت تصميم وبناء وتشغيل ما يزيد على 1252 محطة بسعة تشغيلية بلغت 40 مليون متر مكعب يومياً، مما يضع على عاتق «المناقصات» مسؤولية كبرى تتمثل في ضرورة استدعاء ممثلي الشركة وتقديم عرضهم الفني مجدداً لإيضاح بعض الأمور والنقاط التي قد تكون فُهمت بصورة خاطئة من الوزارة، لاسيما وسط الحديث عن احتمالية وجود شبهة تنفيع لمصلحة إحدى الشركات على حساب «Beijing» بصفتها الأجدر والأكبر عالمياً في مجالها.
حلول الشركة... والمال العام
ويتمثل الحل الفني الذي قامت الشركة بتقديمه في تقنية (BDO) التي سوف تستخدمها الشركة وتحقق من خلالها المتطلبات الفنية كافة المطلوبة لتنفيذ المشروع، إضافة إلى توفيرها مبالغ مالية كبيرة من التكلفة سوف تعود إلى الخزينة العامة للدولة، خصوصاً أنه من المعروف عن الشركة تقديمها أقل الأسعار، غير أن استبعادها يثير علامات استفهام عدة عمن لديه مصلحة وراء ذلك بإستبعاد أكبر شركة في العالم تقدم أقل الأسعار وبأفضل تكنولوجيا عالمية. والمستغرب في الأمر قيام وزارة الأشغال بتأهيل نفس الشركة «Beijing Enterprises Water Group» لتنفيذ مشروع محطة أم الهيمان لمعالجة مياه الصرف الصحي، في حين يتم استبعادها من مشروع «جنوب المطلاع»، لاسيما أن المتطلبات الفنية لمشروع «أم الهيمان» أصعب بمراحل من متطلبات محطة تنقية «المطلاع»، مما قد يتسبب في عزوف الشركات العالمية عن العمل في الكويت، كما أن الأمر الأكثر استغراباً قيام الوزارة بالتوصية بتأهيل عدد قليل من الشركات للمشروع معظمها متعثرة في تنفيذ مشروعاتها وغير قادرة مالياً على تنفيذ مشروع كبير حيوي ومهم كمحطة جنوب المطلاع، ولم يصل الأمر عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك مع وجود شركة من التي أوصت الوزارة بتأهيلها تتعامل مع الكيان الصهيوني ولديها مكاتب في إسرائيل مما يتعارض والقانون الكويتي.أبرز مشروعات eijing
وتعد أبرز المشروعات العالمية التي قامت شركة Beijing بتنفيذها في سنغافورة، حيث قامت بتصميم وبناء وتشغيل محطة «شان جي» التي تعتبر من اكبر وأحدث محطات تنقية مياه الصرف الصحي في العالم، وصُممت لتعالج 900 ألف متر مكعب يومياً وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب حيث يقع جزء من هذه المحطة على عمق 25 طابقاً تحت سطح الأرض لتوفير الأراضي، وحازت محطة «شان جي» جائزة التميز من منظمة الأمم المتحدة، كما قامت الشركة بتصميم وبناء وتشغيل أكبر محطة تنقية مياه صرف صحي تحت سطح الأرض بالكامل في ماليزيا لتعالج 350 ألف متر مكعب، ولدى الشركة مشاريع كبرى حالياً في الصين، سنغافورة، ماليزيا، أوروبا، أستراليا - ونيوزيلندا، حيث يبلغ مجموع أصولها بأكثر من 37 مليار دولار ودخل سنوي يقارب 3.35 مليارات دولار وصافي ربح يفوق 517 مليون دولار.جورج عاطف
«Beijing» الأولى عالمياً في تصميم وبناء وتشغيل محطات التنقية بأكثر من 1252 محطة وقدمت عرضاً فنياً يتضمن أفضل الحلول الهندسية والتكنولوجية ويوفر المال العام
هناك شركة أوصت الوزارة بتأهيلها تتعامل مع الكيان الصهيوني وتملك مكاتب هناك
هناك شركة أوصت الوزارة بتأهيلها تتعامل مع الكيان الصهيوني وتملك مكاتب هناك