انعكست النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية على حساب القوات الروسية في شمال شرق وجنوب أوكرانيا توتراً ملحوظاً في موسكو، إذ شددت الرئاسة الروسية «الكرملين» أمس، على أن «المواطنين الروس يدعمون الرئيس فلاديمير بوتين» وأنه «لا مشكلة في الانتقادات القانونية لكن على منتقدى العملية العسكرية توخي الحذر لوجود خطوط حمراء».وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير، إن شعبية بوتين ستصل إلى الصفر بعد الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في أوكرانيا.
ورد الكرملين، أمس الأول، بشكل ضمني على انتقادات رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قاديروف، الذي اتهم الجيش بإخفاء حقيقة الأوضاع الميدانية عن بوتين، وأكد أن الأخير على علم بعملية «إعادة تجميع القوات» التي تجري في إقليم خاركيف شمال شرق أوكرانيا حيث خسرت القوات الروسية مساحات كبيرة من الأراضي.ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وجود مناقشات جارية لإعلان التعبئة العامة، معتبراً أن انتقاد قيادة روسيا ومطالبة البعض بالتعبئة دليل على «التعددية».وفي حادثة تعكس مدى التوتر داخل موسكو، أعلنت وكالة الاستخبارات المحلية الروسية (إف إس بي) أمس، اعتقالها مديراً رفيع المستوى في صناعة الطيران قالت إنها تشتبه في نقله أسراراً عسكرية إلى أوكرانيا.وفي ما بدا أنه محاولة احتواء للهجوم المضاد الأوكراني، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها تواصل القصف على مختلف الجبهات. وقالت الوزارة في تقريرها اليومي، «القوات الجوية والبالستية والمدفعية تنفذ ضربات مكثّفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات»، مضيفة أن قواتها تمكنت من تدمير 5 مستودعات أوكرانية للصواريخ والأسلحة والذخيرة في دونيتسك وميكولايف.ووفق وزارة الدفاع البريطانية، فإن روسيا تكافح أيضاً لجلب قوات الاحتياط إلى الجنوب، لمواجهة مساعي أوكرانيا لعزل آلاف الجنود على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، مما يجبر معظم القوات الروسية على التركيز على «الإجراءات الدفاعية الطارئة»، مؤكدة أنها أمرت قواتها على الأرجح بالانسحاب من منطقة خاركيف غربي نهر أوسكيل والتخلي عن خط السكك الحديدية الوحيد الذي دعم عملياتها في الشمال الشرقي.ومن شأن المزيد من عمليات الانسحاب الروسية أن تجعل القوات الأوكرانية قريباً في وضع يمكنها من مهاجمة مركز ثقل موسكو ووكلائها المحليين منذ عام 2014. واعترف دينيس بوشيلين، زعيم الإدارة الانفصالية الموالية لموسكو في إقليم دونيتسك، بالتعرض لضغوط من اتجاهات عديدة.وقال في منشور على تيليغرام: «أوقفنا العدو في ليمان على أقل تقدير» في إشارة إلى مدينة تقع على خط المواجهة شرقي إيزيوم. كما تحدث عن قتال في باخموت وفوهليدار جنوباً.وبعد يوم واحد من إعلانه تحرير 3 آلاف كلم، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه «منذ مطلع سبتمبر حرّر الجنود 6 آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها»، مؤكداً أنهم «مستمرون في التقّدم». ولم تكن كييف تتحدث الأحد عن أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع «تم تحريرها».ونشر مدير مكتب الرئاسة أندريه إيرماك فيديو يوضح فيه أن «اللواء المؤلل المنفصل الرابع عشر وصل إلى حدود منطقة خاركيف مع روسيا. هذه قرية تيرنوفا» الواقعة على بعد 5 كلم من الحدود الروسية.وأعلن الجيش الأوكراني أن «تحرير البلدات من الغزاة الروس مستمر في منطقتي خاركيف ودونيتسك». وأكد أنه استعاد في منطقة خيرسون (جنوب) 500 كيلومتر مربع خلال أسبوعين في أول تقديرات بالأرقام لتقدمه في الجنوب.ووسط استمرار تقدمها السريع نحو الشرق، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن «تحرير مناطق تخضع للاحتلال في منطقتي خاركيف ودونيتسك مستمر»، مبينة أن القوات الروسية تركت منطقتي فيليكيا بورلوك وفوريشنا، الواقعتين شمال خاركيف.وكشف الجيش الأوكراني عن مواجهته للمرة الأولى طائرة مسيرة إيرانية استخدمتها روسيا في ساحة المعركة. ونشر مسؤول عسكري وموقع إلكتروني مرتبط بالجيش، صوراً لحطام المسيرة «شاهد».وأوضح المسؤول العسكري والموقع الإلكتروني، أن القوات الأوكرانية واجهت المسيرة بالقرب من كوبيانسك وسط اخترق الخطوط الروسية حول خاركيف على الجبهة الشرقية. ونفت موسكو في وقت سابق تقارير عن شرائها آلاف المسيرات الإيرانية. وخلال زيارة سريعة لمكسيكو شارك فيها حوار اقتصادي رفيع المستوى، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين «بالتقدم الكبير من جانب الأوكرانيين لا سيما في الشمال الشرقي بالدعم الأميركي»، لكنه اعتبر أنه «من السابق لأوانه معرفة إلى أين يتجه هذا بالضبط».وأشار بلينكن إلى أن «الروس ينشرون قوات كبيرة جداً في أوكرانيا ومعدات وأسلحة وذخائر، ويواصلون استخدامها بشكل عشوائي ليس ضد القوات المسلحة الأوكرانية وحدها، بل ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية».
دوليات
توتر في موسكو مع نجاح الهجوم المضاد الأوكراني وكييف تسقط مسيّرة إيرانية يستخدمها الجيش الروسي
14-09-2022