الله بالنور: ماتت الملكة عاش الملك
لم يحظَ زعيم أو ملك أو إمبراطور بما حظيت به الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى ودول الكومنولث. لم يحزن عليها شعبها فقط بل الغالبية العظمى من الشعوب والقادة حزنوا عليها في أنحاء العالم، حزنوا عليها وعددوا مآثرها وتجاربهم وذكرياتهم معها...لأنها عاشت وماتت وهي:
بمنتهى التواضع وبمنتهى الصدق مع نفسها ومع شعبها...ولم تنتهك ولم تسرق أموال وثروات بلدها على حساب شعبها... لم تتوسط وتعين وتوزع المناصب على أقاربها ومعارفها وأفراد عائلاتهم...وأيضاً ساهمت في مشاريع خيرية كثيرة...الملكة لم تتدخل يوماً في القرارات السياسية علماً بأن النظام البريطاني قد يبيح لها ذلك... عاشت وماتت بكرامة وعزة نفس وحافظت على الملكية لفترة سبعين عاماً، مسخرة قراراتها من أجل الصالح العام.عاشت وماتت بكرامة وعزة نفس وهي وأفراد عائلتها يخضعون للقانون مثلهم مثل بقية أفراد الشعب!!!هكذا يعيش ويموت الزعماء بكرامتهم، عكس ما يحدث في بعض دول عالمنا الثالث التي يحكمها المتكبر والظالم والطاغية من الذين لا دين ولا كرامة تردعهم.هكذا سيذكر العالم الملكة إليزابيث الثانية. أما الملك تشارلز، الذي خلفها في الحكم، فإنه تلقى رسالة واضحة اعتبرها البعض نكتة وأضحكت الملك الجديد من رئيس البرلمان عند زيارته لمجلس العموم ونصها كالتالي:اليوم وفي احتفالية استقبال الملك تشارلز الثالث في البرلمان البريطاني، ألقى رئيس مجلس العموم خطاباً بحضور الملك يذكره فيه «بالثورة المجيدة» Glorious Revolution 1688 التي خلعت الملك جيمس وأسست قواعد الملكية الدستورية. ما معناه: أنك تحكم من خلال برلمان انتخبه الشعب. والشعب هو من يقرر.