قالت أرمينيا أمس، إن الاشتباكات الدامية مع أذربيجان، التي تجددت مساء أمس الأول لليوم الثاني على التوالي، قد تتصاعد وتتحول إلى حرب، ودعت القوى الكبرى إلى إيلاء اهتمام أكبر للوضع الخطير، متهمة باكو باحتلال 10 كيلومترات من اراضيها.

وتتبادل أرمينيا وأذربيجان، اللتان تخوضان قتالاً منذ عقود للسيطرة على جيب ناغورنو كاراباخ، الاتهامات بإشعال فتيل اشتباكات حدودية بدأت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين.

Ad

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال باروير هوفهانيسيان نائب وزير الخارجية الأرمني رداً على سؤال حول احتمالات تفاقم الوضع والانزلاق في حرب شاملة قال «هناك خطر واضح». وأضاف «تعلمون مدى هشاشة الوضع في منطقتنا. الوضع كما أشرنا تواً في تصاعد مستمر».

وقال هوفهانيسيان «نحتاج مزيداً من اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث، نستحق المزيد من الاهتمام». وأضاف «تحدثتم عن الحرب في أوكرانيا، هذا بالضبط ما تصبو إليه جارتنا: أن يكون كل الاهتمام مُنصباً هناك، دون رد فعل مناسب من شركائنا الرئيسيين».

وفيما كشف رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أن حصيلة القتلى في يومين من الاشتباكات ارتفعت لتصل إلى 105 جنود أرمن، عرضت أذربيجان وقفاً لإطلاق النار أمس. وقالت لجنة أسرى الحرب الأذربيجانية في بيان، إن «أذربيجان تدعو إلى وقف إطلاق النار وهي مستعدة لتسليم جثث 100 جندي أرمني من جانب واحد إلى أرمينيا».

وأعلنت روسيا وقف إطلاق النار، لكن الجانبين تبادلا الاتهامات بانتهاكه.

ولا يزال الوضع الميداني غامضاً، فقد تبادلت يرفان وباكو الاتهامات بشن الطرف المسؤول عن اندلاع جولة القتال الأسوأ منذ حرب 2020 بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية أمس، إن باكو «استأنفت هجماتها بالمدفعية وقذائف الهاون والأسلحة من العيار الثقيل باتجاه جيرموك فيرين شورجا».

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمنية انتهكت وقف إطلاق النار و«قصفت مواقعنا في منطقتي كيلبجار ولاشين ليلاً بقذائف الهاون والمدفعية».

وكانت أرمينيا قد اتهمت باكو ن بشن هجوم غير مبرر، بعد أن نفذت قصفاً مدفعياً وهجوماً بطائرات مسيّرة ضد مواقع أرمنية في شرق البلاد.

وقالت أذربيجان، إنها كانت ترد على استفزازت أرمنية، وإن هناك حاجة لضمان أمن العاملين على إعادة الإعمار في المناطق التي تمكنت من استعادتها في حرب عام 2020. وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن بلاده حققت جميع أهدافها من العمليات العسكرية.

وتريد أذربيجان أن تعترف أرمينيا بسيادتها على ناغورنو كاراباخ؛ وتطالب أرمينيا بضمانات لذوي الأصول الأرمنية في المنطقة. وبحسب مجلة إيكونوميست يبدو أن أذربيجان ربما تكون قد قررت أن الوقت قد حان لاستخدام القوة المسلحة لإجبار جارتها على قبول تسوية بشروطها.

ووفق المجلة، تبدو روسيا غارقة في أوكرانيا بحيث لا يمكنها التدخل لمصلحة أرمينيا. وأزمة الطاقة العالمية تعني أن اعتماد أوروبا على منتجي الغاز مثل أذربيجان آخذ في الازدياد. كما قال وزير الطاقة الأذربيجاني أخيراً، إن بلاده تخطط لزيادة صادرات الغاز إلى أوروبا بنسبة 30% هذا العام مقارنة بعام 2021.

وأضافت المجلة أنه بالنظر إلى الوضع في أوكرانيا، من المحتمل أن ترد روسيا على طلب أرمينيا تطبيق معاهدة تلزم موسكو بالدفاع عنها في حالة هجوم من قبل دولة أجنبية بـ «إجراءات رمزية» بدلاً من التدخل العسكري على نطاق واسع، كما يقول لورانس برورز من معهد تشاتام هاوس.

ويضيف برورز أن حكومة أذربيجان تود بالتأكيد إضعاف قبضة روسيا على القوقاز، ولكن ليس لديها ما تكسبه من مواجهتها علانية.

إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي كبير، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.