نتطلع في هذا الاستحقاق الانتخابي إلى أن يبرهن الشعب الكويتي أن لديه قدرة على قلب المعادلة السياسية، قدرة تسمح له باختيار مجلس يملك إرادته ويحقق آمال الشعب الكويتي وتطلعاته، لتصل رسالته إلى آخر مدى، عندما يمنح الشعب شرف التمثيل لأحرار الكويت أصحاب الإرادة الحرة الكاملة في قول الحق أينما وجد، ومهما كانت قوة نفوذ الفساد فيه، وذلك في إطار الدستور وعبر قنواته.ومن هذا المقال أدعو الجميع للتعبير عما يجول في نفوسهم الحرة بمنح فرصة جديدة للكبيرة الكويت، فرصة لن تتحقق إلا بالتحرر من كل القيود القبلية والطائفية والفئوية، إلى غير ذلك من القيود ذات الإطار الضيق، واعلم أخي الناخب أن صوتك أمانة، وستسأل عنه يوم القيامة، وهذا ما دعا إليه الشيخ الدكتور خالد المذكور، حين قال إن «التصويت شهادة تسأل عنها أمام الله سبحانه، فلا تشهد لمرشح أنت تعلم فساده أو ضعفه لأنه قدم لك خدمة أو مصلحة شخصية أو أخذ منك وعداً»، ولاسيما أن حكومة النواف اتخذت جملة إصلاحات من شأنها المساهمة في مكافحة الواسطة. ولا يخفى على أحد أن الفساد اليوم استشرى في كل مفاصل الدولة، فأصبح يهدد استقرار المجتمع ونماءه ونسقه القيمي، إذ أثر في القيم الاجتماعية والأخلاقية، فأصبح ظاهراً للعيان اتجاه رفض قيم النزاهة وتقبل ثقافة الفساد، وما تعبيرات الإعجاب الصادرة من بعض العوام بمن زاد ثراء على حساب المال العام، إلا مؤشرات واضحة وصريحة لوجود وتقبل هذه الثقافة! فأصبح لدينا بيئة حاضنة لثقافة مجتمعية سلبية تجاه جهود مكافحة الفساد، فالتركة ثقيلة وتحتاج إلى تضافر جهود الحكومة والشعب، ومن هذا المنطلق علينا المشاركة بكل قوة في الانتخابات واختيار القوي الأمين لمكافحة ودحر ثقافة الفساد التي بدأت تنتشر بين أفراد المجتمع الكويتي.ختاماً: إني أراهن على الشعب الكويتي الذي أوصل رسالة قوية في 5 ديسمبر 2020، في أن تهيمن عليه الروح نفسها ولاسيما بعد الخطاب التاريخي لصاحب السمو الذي حمّل الشعب مسؤولية تصحيح المسار بحسن الاختيار، ليقدم نفسه من جديد على أنه جدير بأن يكون مصدر السلطات جميعاً ولا سلطة تعلو سلطته.اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.
اضافات
High Light: شعب الكويت العظيم
16-09-2022