استعرضنا في المقال الماضي جزءاً من قصة المواطن الكويتي إبراهيم بن حمد العقيلي، الذي وصل إلى سيام (تايلند) في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً، وعاش فيها، وتزوج امرأة مسلمة اسمها شريفة، وأنجب منها ابنيه تركي وحمد، وعدداً من البنات، ثم توفي في بانكوك. وقد تواصل معي بعد كتابة المقال أ. حمد عبدالمحسن الحمد، وأبلغني بأنه تواصل مع الباحث السعودي والمتخصص في تاريخ عوائل مدينة الزلفي أ. عبدالرحمن العليوي، وأبلغه بأنه من المحتمل أن إبراهيم العقيلي كان من سكان الزلفي قبل حوالي 200 عام، وأنه لم يعد إلى الزلفي بعد نزوحه إلى الكويت. كما أبلغني أ. عبدالوهاب بن يوسف بن ماجد الماجد، بأن جدته لوالده اسمها شريفة تركي إبراهيم العقيلي، تزوَّجها جده ماجد الماجد، وأنها توفيت بالكويت عام 1979م، مما يعني أن شريفة بنت تركي هي حفيدة إبراهيم العقيلي، وسُميت تيمناً باسم جدتها شريفة السيامية. وأبلغني أيضاً بأن نسل إبراهيم العقيلي من الذكور انقطع بعد وفاة ابنيه تركي وحمد، موضحاً أن لإبراهيم العقيلي ثلاث بنات وولدين جميعهم عادوا إلى الكويت، واستقروا فيها، وأن إحدى بناته تزوجها ناصر بن يوسف البدر. كذلك أبلغني أ. عبدالوهاب بأن طبق الحلو المعروف بالكويت باسم «قرص عقيلي» يُنسب إلى أسرة العقيلي التي عادت من سيام، واشتهرت بعمل هذا الطبق.
نعود إلى قراءة ما ورد من معلومات في تقرير الوكيل السياسي البريطاني الذي أشرنا إليه في المقال الماضي، فنقول إن التقرير ذكر أن حمد بن إبراهيم العقيلي توفي في الكويت قبل عام 1905م بخمس سنوات، أي في عام 1900م تقريباً، كما يوضح أن تركي بن إبراهيم العقيلي كان يبلغ من العُمر 40 عاماً عند كتابة التقرير، أي أنه من مواليد 1865م تقريباً، وهو ما يؤكد لنا أن زواج إبراهيم العقيلي من شريفة السيامية كان قبل عام 1865م بقليل. وطبقاً للتقرير، فإن تركي بن إبراهيم أبلغ الوكيل السياسي، بأن والده يمتلك أراضي ومباني في سيام، بالمشاركة مع تاجر هندي اسمه علي بهاي، وآخرين، وأن هذه الأملاك مسجَّلة في سجلات حكومة سيام. كما أبلغه بأنه في عام 1884م سافر إلى بانكوك، لمتابعة قضية قضائية رفعها في المحكمة عام 1873 للمطالبة بحصة والده من الأملاك، لكنه لم يحصل على شيء، بل تعرَّض للمقاضاة من قِبل شركاء والده عندما طالب بحقوقه في الأملاك التي تقع في حي تك ماي في بانكوك. باختصار، أقول إن إبراهيم بن حمد العقيلي وصل إلى سيام في منتصف القرن التاسع عشر، لظروف لا نعرفها، ثم تزوَّج من شريفة السيامية، وأنجب منها تركي وحمد وثلاث بنات، وتوفي قبل عام 1873م في سيام، ودفن فيها. أبناؤه جميعاً عادوا إلى الكويت واستقروا فيها قبل عام 1900 تقريباً، لكن ذرية إبراهيم من الذكور انقطعت بعد وفاة ابنيه. في المقال المقبل سنستعرض رسالة أخرى من الرسائل المرتبطة بهذا الموضوع بعون الله تعالى.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ: «قرص عقيلي» يُنسب إلى أسرة إبراهيم العقيلي العائدة إلى الكويت من سيام
16-09-2022